القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

دراسة: يرتبط الميكروبيوم بحصوات الكلى

144

د. إيمان بشير ابوكبدة 

تؤدي التغيرات في الميكروبيوم المعوي والبولي واللعابي إلى تكوين حصوات الكلى، وفقا لدراسة جديدة أجراها معهد لوسون لأبحاث الصحة والجامعة الغربية (الولايات المتحدة) ونشرت في مجلة “ميكروبيوم”.

يوضح عالم لوسون ورئيس أبحاث الميكروبيوم البشري: “لم نجد فقط أن أولئك الذين يعانون من حصوات الكلى لديهم ميكروبيوم غير صحي، بما في ذلك ميكروبيوم الأمعاء الذي من المرجح أن يفرز السموم إلى الكلى، ولكنهم أيضا كانوا مقاومين للمضادات الحيوية”.

يضم الميكروبيوم البشري تريليونات من الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك البكتيريا السليمة، وفي السنوات الأخيرة، بدأت الأبحاث في الكشف عن دورها في الصحة والعديد من الأمراض.

العلاقة بين ميكروبيوم الأمعاء وحصوات الكلى

قام فريق البحث بفحص الميكروبات المعوية والبولية واللعابية لدى 83 مريضا مصابين بحصوات الكلى ومقارنتهم بـ 30 شخصا صحيا. ووجدوا أن التغيرات في الميكروبات الثلاثة كانت مرتبطة بتكوين حصوات الكلى، وهو المرض الذي زاد في السنوات الأخيرة ويؤثر على حوالي 10% من الناس.

ويضيف الدكتور جيريمي بيرتون: “بينما أظهرت الأبحاث السابقة وجود صلة بين ميكروبيوم الأمعاء وحصوات الكلى لدى أولئك الذين تناولوا المضادات الحيوية، أردنا أيضا استكشاف العلاقة مع الميكروبات الأخرى على أمل تعزيز الفهم والعلاجات المحتملة”.

شمل المشاركون في الدراسة أشخاصا تكونت لديهم حصوات في الكلى، ولم يتعرضوا للمضادات الحيوية خلال التسعين يوما الماضية، وتمت إزالة حصواتهم جراحيا في سانت جوزيف.

يوضح رئيس البحث: “لقد أتاحت لنا اختباراتنا، التي تسمى التسلسل الميتاجينومي، اكتشاف البكتيريا الموجودة في الأمعاء والقدرات الجينية لتلك البكتيريا، أو كيفية عملها. كما قمنا أيضا بإجراء تسلسل أبسط للعينات الفموية والبولية”. للدراسة وباحث ما بعد الدكتوراه في كلية الطب وطب الأسنان بغرب شوليش، الدكتور كيت آل.

تتشكل حصوات الكلى عادة من أكسالات الكالسيوم، وهي فضلات ينتجها الجسم. تاريخيا، كان يعتقد أن الأشخاص الذين لديهم ميكروبات معينة في الأمعاء، مثل بكتيريا تسمى فورميجينات الأوكسالوباكتر التي تحلل الأوكسالات، هم أقل عرضة لتكوين حصوات الكلى. وتشير هذه الدراسة إلى أن هناك عوامل أخرى.

“إنها قصة أكثر تعقيدا. تشكل الميكروبات نوعا من الشبكة المستقرة والمفيدة لدى الأشخاص الأصحاء، ولكن لدى المصابين بحصوات الكلى، تنهار تلك الشبكة. فهي لا تنتج نفس الفيتامينات والأيضات المفيدة، ليس فقط في الجسم”. “الأمعاء ولكن أيضا في المسالك البولية وتجويف الفم” يوضح الدكتور آل.

وكانت هناك أيضا أدلة على أن الأشخاص الذين يعانون من حصوات الكلى قد تعرضوا لمزيد من مضادات الميكروبات، حيث كان لديهم المزيد من الجينات المقاومة للمضادات الحيوية.

يوضح الدكتور بيرتون، وهو أيضا أستاذ مشارك في جامعة كاليفورنيا: «لم نجد فقط أن أولئك الذين يعانون من حصوات الكلى لديهم ميكروبيوم غير صحي، بما في ذلك ميكروبيوم الأمعاء الذي من المرجح أن يفرز السموم إلى الكلى، ولكنهم أيضا كانوا مقاومين للمضادات الحيوية». قسم علم الأحياء الدقيقة والمناعة في شوليش للطب وطب الأسنان.

ويقول فريق البحث إنه على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الأبحاث، فإن هذه النتائج الأولية تسلط الضوء على الأهمية العامة للميكروبيوم لدى الشخص والحفاظ عليه بصحة جيدة قدر الإمكان، مع اتباع نظام غذائي صديق للميكروبيوم والحد الأدنى من استخدام المضادات الحيوية التي يحتمل أن تكون جزءا من حل. 

قد يعجبك ايضا
تعليقات