القاهرية
العالم بين يديك

أصبحتُ أحب القهوة أكثر ..

251

 

بقلم طارق عادل عامر

أحب الشاي، وأحب أن أشربه في أكواب زجاجية شفافة لامعة، لا أستسيغه في تلك الأكواب المصنوعة من الورق المقوى، وكذلك لا أستسيغه في “مج” يخفي معالمه ولونه الأحمر الداكن الدافيء الذي تتصاعد منه الأبخرة وتفوح منه رائحة النعناع الأخضر الطازج، أو النكهات الأخرى التي أفضله بها أيضًا مثل القرنفل أو الإيرل جراي، ومن حين لآخر أحب تغيير شكل الأكواب الزجاجية المعتادة، فأختار أكوابًا زجاجية ذات شكل جديد مختلف، أو نقش شفاف مغاير على الزجاج يضفي نوعًا من الفضول على ما تلمحه العين من خيالات، وعلى ما يدخل الروح من انتشاء.

وفي البداية لم أكن أحب القهوة، وإن كنت دائمًا أحب رائحة البن، ولم أكن أشربها إلا للضرورة، لاحتياجي إلى اليقظة في ليلة امتحان، أو قبل قيادة السيارة لمسافات طويلة بدون الحصول على قدر كافٍ من النوم.
ولكني رويدًا رويدًا تعودت على القهوة، وأصبحت أستسيغها طعمًا ورائحة، وأحب تلك الحالة التي تصنعها في العقل والجسد من اليقظة والانتباه، ثم أصبحت أكثر خبرة في مجال القهوة، أبحث عن أجود أنواع البن وأستطيع التفرقة بينها ومعرفة جودتها، وأصبح فنجان القهوة المميزة الصباحي أحد طقوسي اليومية التي لا أستطيع أن أبدأ يومي دونها.

ومنذ أن تعلمت ندى -ابنتي- طريقة صنع القهوة، وأصبحَتْ تعد لي فنجان قهوتي كل صباح وأنا أصبحْتُ أحب القهوة أكثر.

طارق

قد يعجبك ايضا
تعليقات