سامح بسيوني
يا سحابة العمر خذيني إلى حلمي ثم أخبري الرياح بأن تشد عند الفجر؛ لأوقظ الحبيب من غفلة القلب، وأناديه في سكون الليل؛ لعله يسمع أنين صدري وقلة يدي ونفاذ صبري، وهواني على الناس.
إلى عبير أشواقي لا تتركيني بمفردي أعاني مصائب الحياة، وزوديني بعبيركِ؛ لعلي أجد بغيتي ومرادي، وأيقظيني من غفلتي على أمل اللقاء كوني لي سندًا،وعونًا فالحب هو عنوان الحياة.
دعينا نبني عشًا للطير، نبحث عن شجرة تظللنا بالحب وتطرح بالعطاء، وتعالج فينا صبرًا يحتاج لدواء.
أبحث عن شجرة الأحلام، فأجلس تحتها أنتظر الإخلاص والوفاء، بعدما طفح الكيل بالظلم والبهتان.
يا سفينة الأحلام، اقتربي من شاطئ البحر وأرسي على الشاطيء وخذيني إلى عالم الأمنيات، أحلم بفجر خالِ من النفاق، وشمس تشرق على الكون محملة بالٱمال والذكريات،وقطرات الندى تسقط على الورود؛ فتبعث في الكون أجمل الألحان.
يا ليتني كنت كتابًا، فأرجع إلى فصوله الماضية؛ لأسترجع أجمل الذكريات عندما كان الإنسان هو الإنسانية، والزمان مليء بالخير والبركات.
يا قلبي أأترتجف من شدة البرد أم من شدة الظلم؟ أتحلم بأن يعود الربيع، وربيعك مليء بالظلم والبهتان.
أيتها الجبال والطيور اوبي معي ، عن صبر عز عليه اللقاء والفراق، عن لمة كانت فيها الحياة.
فلا الزمان أصبح الزمان، وتبدل الحال وقحطت السماء،واشتد الظلام وأصبحنا عبيدًا نساق كالأنعام.
يا ليل لا تنتهي فسكونكَ يزيل عنا الهموم و الأوهام، ويجعل النفس مطمئنة الفؤادوالوجدان.
ويخرج البلبل علينا يسبح لله، والديك ينادي على فجر جديد، ويلبس الذئب لباس الواعظين، ويخرج ينادي في العالمين؛ هلموا يا عباد الله إلى رب العالمين.
فيصيح الديك صيحة أيقظت العالمين قائلًا: توقف عن الوعظ يا أمكر الماكرين، فأجدادنا حذرونا منك منذ آلاف السنين.
يا ليل لا تنتهي، ولا توقظ المنافقين، فهواؤك النقي البعيد عن النفاق ،يبعث في الكون أجمل الألحان، وأرسل إلى الحب رسالة في جنح ليلكَ البهيم؛ ليعود مع الشمس، فتسعد الحياة وتمتلأ بالٱمال والأمنيات.