القاهرية
العالم بين يديك

ماذا بعد الهدنة؟

2٬571

بقلم_ السيد عيد

الهدنة هي تعبير شائع في الحروب، فهي تمثل اتفاق بين أطراف أي صراع، مهما كان عددهم، على وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية والعمليات الهجومية من أجل تسهيل مرور المساعدات للسكان المدنيين أو تسهيل انتقالهم. الخروج من الموقع المحاصر.

ولكن ماذا بعد اتفاق الهدنة الذي أُعلن عنه بين إسرائيل وحماس ليلة الجمعة الماضية،هل ستتحول حمامات الدم إلى تقاسم خيرات العالم جنبا الي جنب، وستختفي تلك الأسلحة شيئاً فشيئاً، ولن يبقى منها إلا ما تحتفظ به المتاحف من بقايا عصر الحروب والنزاعات المسلحة؟

إسرائيل، ذلك الكيان المصطنع الذي ولد بين الحركة الصهيونية والاستعمار البريطاني، أثبتت مع مرور الزمن أنها نموذج للوحش المتعطش للدماء برئاسة مجرم الحرب نتنياهو الذي سيطيل أمد الحرب في غزة “تجنبا لمحاسبته على إخفاقاته السياسية والأمنية، خاصة وأن هناك بالفعل ضغوطا داخل الحزب وخارجه تطالبه بالاستقالة”. لذلك أتوقع ألا تنتهي الحرب في المستقبل القريب” خصوصا مع الخروقات التي تفتعلها اسرائيل دوما لإفساد عملية الهدنة واستئناف الحرب .

يمكننا أن نسأل أنفسنا: ما مدى تكلفة العقلانية في أوقات الحروب، وكم هي غير عادلة وظالمة التهم التي توجه إلى أولئك الذين حاول التعامل مع الأمور بمنطق هادئ؟ وعندما تشتد التوترات، لأن الأغلبية تنسى أن التفكير بعقل هادئ لا يعني إطلاقاً أن القلب لا يحترق بنار الحزن والأسى على المأساة التي يعيشها اخواننا اليوم في فلسطين . وينسون أيضاً أن معظم مشاكلنا كعرب تأتي من حقيقة أن معظم سياساتنا تولد عاطفياً. تفكير لحظي، ليس أكثر من ردود أفعال غير محسوبة مع النتائج والعواقب. لحظة للتفكير في حقيقة ما يحدث اليوم في الأراضي المحتلة وأسبابه ودوافعه وآثاره المستقبلية. على أمل كما في كل مرة ألا تذهب دماء الفلسطينيين المسفوكة سدى، وألا تضيع تضحياتهم العظيمة في المتاهات. السياسة ودروبها المتعددة.

إن أهداف إسرائيل تتجاوز مهاجمة غزة. أهدافها هي السيطرة على المنطقة بأكملها ونهب ثرواتها واستعادة حكم سليمان بعد هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان على أنقاضه، وبعدها تبسط سلطتها على العالم.

أمريكا أعطت الحق لفتى رأس المال المدلل أن يقتل ويتوسع ويزرع الفتنة في محيطه حتى يتحقق الحلم الموعود بدولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل… ولن يعاقب مهما كانت قسوته ، ولن يخضع للمحاسبة مهما تعمقت، ما دام فيتو العم سام وإخوته موجوداً.
وما يحدث اليوم دليل على ذلك. لقد كشفت هذه الدولة عن قبحها دون خوف من عالم ابتليت حكوماته بموت الضمائر.. دولة الكيان الغاصب تقتل بدم بارد وعشوائي، مما يوحي بأن هناك رغبة شيطانية في توزيع رصاص الموت على الجميع.

إطلاق آلة القتل الإسرائيلية الغاشمة ضد البشروالطير والحجر في أرض فلسطين العربية
اسرائيل قامت على الدماء التي سفكت في القرى العربية قبل النكبة وبعدها وحتى الآن. الفكر الصهيوني يقوم على ذبح العرب لترهيبهم وتجسيد الصدمة النفسية فيهم بشكل مستمر”.

خطر ينذرنا بعقلية دولة الاحتلال التي تعتبر الدم العربي دماء رخيصة لا قيمة لها، وعدم محاسبة من سفك الدماء من مجرمي الكيان الصهيوني الغاصب .

قد يعجبك ايضا
تعليقات