د. إيمان بشير ابوكبدة
عندما اندلعت الثورة العربية ضد الإمبراطورية العثمانية عام 1917، أصبح العلم المكون من ثلاثة خطوط أفقية باللون الأسود والأخضر والأبيض والمثلث الأحمر، الذي يمثل السلالات العربية المختلفة، رمزا للتوحيد. وكان الهدف هو بناء دولة خاصة بها.
وفي وقت لاحق، في عام 1922، تم تغيير ترتيب الخطوط وأصبح العلم عنصرا وطنيا. إن تقاسم الأراضي الذي بلغ ذروته بإقامة دولة إسرائيل عام 1948، لم يغير هذا الأمر. وبقي جزء من الفلسطينيين في المنطقة، بينما لجأ الآلاف إلى دول الجوار، وأصبح العلم يمثل القضية الفلسطينية.
كان الحظر على رفع العلم الفلسطيني حاضرا في فترات عديدة. وفي الواقع، يعود هذا الحظر إلى عام 1967، لأنه يتعلق بحرب الأيام الستة (الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة).
وفي ذلك الوقت، ردا على الهجوم، سيطرت إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي التسعينيات، تم رفع الحظر المفروض على استخدام العلم. لكن وسط كل هذا، اكتسبت الفاكهة التي تظهر ألوانها رمزية عند استخدامها في المظاهرات للتحايل على القيد.
البطيخ: رمز جديد لدى الفلسطينيين
وهكذا بقيت الألوان الأسود والأبيض والأخضر والأحمر في الشوارع بين من يرفعون شريحة الفاكهة للدفاع عن القضية الفلسطينية عندما لا يستطيعون ذلك بالعلم. لكن استخدام البطيخ لأغراض الاحتجاج لم يمنع اعتقال الفلسطينيين، حتى بعد عام 1993، عندما تم توقيع اتفاقيات أوسلو.
وتبين منهم أن العلم بالألوان الأسود والأبيض والأخضر والأحمر سيكون علم السلطة الفلسطينية. وسيكون دورها هو إدارة مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. ولفترة معينة، وعلى الرغم من العقبات المختلفة، استخدمت هذه الاتفاقيات كأساس لاستدامة العلاقات بين إسرائيل وفلسطين.
والحقيقة هي أن هذه الرمزية مع استخدام البطيخ استمرت في الانتشار، كما أن أولئك الذين يتضامنون مع القضية الفلسطينية، وكثير منهم حتى خارج الشرق الأوسط، يلجأون أيضا إلى استخدام الفاكهة.
ولا يزال العلم الفلسطيني محظورا
وفي عام 2015، ولأول مرة، تم رفع العلم الفلسطيني في مقر الأمم المتحدة. ومن الجدير بالذكر أن هذه الحلقة لا تمثل أي تغيير في التكوين الإقليمي، وأن فلسطين لم يتم الاعتراف بها دوليا بعد كدولة.
في يناير من هذا العام، أمرت الحكومة الإسرائيلية بإزالة الأعلام الفلسطينية من جميع الأماكن العامة. نظرا لارتباطها بدعم المقاومة، والتي ينظر إليها بدورها على أنها مظاهرة ضد إسرائيل. من ناحية أخرى، لا يزال البطيخ موجودا على القمصان والملصقات وفي وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي.