وفاء خروبة
تنطق ايزيس بالاغريقية ، أما فى اللغة المصرية القديمة فكانت تنطق “الست” ، و ما زالت فى اللغة العامية المصرية “الست” تحمل نفس المعنى الذى سكن ضمير قدماء المصريين .
كانت ايزيس هى الأنثى الكاملة فهى بحق “الست” ، و فى الأسطورة المصرية الخالدة “ايزيس و أوزوريس” تلقت الست ايزيس علوم ما وراء الطبيعة من تحوت ، و قامت يتجميع أجزاء زوجها المقتول أوزويس و استطاعت بذلك العلم اعادته الى الحياه مرة أخرى ، فأطلق عليها المصروين القدماء لقب “العظيمة فى السحر” (أى المتمكنة من علوم ما وراء الطبيعة) .
الست هى أعلى مراحل النضج للأنثى عندما تصل الى الحكمة ، ف “الست” هى المرأة الناضجة الحكيمة ، و مراحل تطور الأنثى هى
باستت : طفلة
حتحور : فتاه
سخمت : امرأة
ايزيس : حكيمة
عندما تنضج الأنثى تكتسب الحكمة ، و تكون بحق “الست” ، و برغم الاحتلال الثقافى الذى عانت منه مصر لعقود طويلة ، الا أن أسطورة ايزيس و أوزورس ما زالت تحيا فى الضمير المصرى ، و ما زال هناك الاحترام و التبجيل للأنثى ، و الحب للست ايزيس ، برغم ما يتم تلقينه للمصرى من ثقافات أخرى تحتقر المرأة و تعتبرها عورة و ناقصة عقل و دين .
لذلك عندما ظهرت المطربة الكبيرة أم كلثوم أحيت فى نفوس المصريين بفنها الجميل الحب و التبجيل للأنثى فى شخص الست ايزيس ، فأطلق المصريون لقب “الست” على العظيمة أم كلثوم
و أعلى لقب ممكن أن تحصل عليه أنثى هو لقب “الست” الذى يعنى تشبيهها بايزيس بكل ما كانت تتمتع به من تبجيل فى مصر القديمة .
حصلت أم كلثوم على لقب الست بجدارة فكانت بحق الأنثى المبجلة المحبوبة من كل الشعب المصرى ، بل و الشعوب الأخرى .
لاحظ أيضا أن المستمعين لأم كلثوم فى حفلاتها عندما كانت تأخذهم نشوة الطرب كانوا يصيحون “عظمة على عظمة يا ست” ، و فى ذلك تذكير بلقب الست ايزيس (العظيمة فى السحر) ، فالعظمة من صفات الست ، لذلك صاح جمهور الست أم كلثوم “عظمة على عظمة” .
ما زال المصرى يحمل فى جيناته الوراثية رموز حضارته العريقة برغم الغزو الثقافى الذى تعرضنا له لعقود طويلة ، و مصر القديمة لم تمت ، فهى تعيش بداخلنا ، و يمكن بعثها فى أى وقت .
ما زال المصرى يحمل فى قلبه كل الحب و التبجيل و الاحترام للأنثى “الست” .