القرص المنفتق في أسفل الظهر

د. إيمان بشير ابوكبدة 

القرص المنفتق هو حالة تحدث في أي مكان على طول العمود الفقري، ولكنها تحدث غالبا في أسفل الظهر. يطلق عليه أحيانا اسم القرص المنتفخ أو البارز أو الممزق. وهو أحد الأسباب الأكثر شيوعا لآلام أسفل الظهر، وكذلك آلام الساق، أو عرق النسا.

يعاني ما بين 60 و80% من الأشخاص من آلام أسفل الظهر في مرحلة ما من حياتهم. سيعاني بعض هؤلاء الأشخاص من آلام أسفل الظهر وألم في الساق بسبب الانزلاق الغضروفي.

على الرغم من أن القرص المنفتق يكون مؤلما جدا، إلا أن معظم الأشخاص يشعرون بتحسن كبير بعد بضعة أسابيع أو أشهر فقط من العلاج غير الجراحي.

السبب الرئيسي 

غالبا ما يكون القرص المنفتق نتيجة للتآكل الطبيعي المرتبط بالعمر في العمود الفقري. وتسمى هذه العملية تنكس القرص.

لدى الأطفال والشباب، تحتوى الأقراص على نسبة عالية من الماء. مع تقدم العمر، يقل محتوى الماء في الأقراص وتصبح الأقراص أقل مرونة. تبدأ الأقراص في الانكماش وتضيق المسافات بين الفقرات. إن عملية الشيخوخة الطبيعية هذه تجعل الأقراص أكثر عرضة للفتق.

يمكن أيضا أن يتسبب حدث مؤلم، مثل السقوط، في حدوث انزلاق غضروفي.

الأعراض

في معظم الحالات، يكون ألم أسفل الظهر هو العرض الأول للقرص المنفتق. وقد يستمر هذا الألم لبضعة أيام ثم يتحسن. قد تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:

عرق النسا. هذا هو ألم حاد، وغالبا ما يمتد من الأرداف إلى الجزء الخلفي من ساق واحدة. يحدث بسبب الضغط على العصب الفقري.

خدر أو إحساس بالوخز في الساق و القدم.

ضعف في الساق و القدم.

فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء. وهذا أمر نادر للغاية وقد يشير إلى مشكلة أكثر خطورة تسمى متلازمة ذيل الفرس. تحدث هذه الحالة بسبب ضغط جذور الأعصاب الشوكية. ويتطلب  عناية طبية فورية.

العلاج

بالنسبة لمعظم المرضى، يتحسن القرص القطني المنفتق ببطء على مدى عدة أيام إلى أسابيع. عادة، يتعافى معظم المرضى من الأعراض لمدة 3 إلى 4 أشهر. ومع ذلك، يعاني بعض المرضى من نوبات الألم أثناء تعافيهم.

العلاج غير الجراحي

عادة ما يكون العلاج الأولي للقرص المنفتق غير جراحي. 

قد يشمل العلاج غير الجراحي ما يلي:

عادة ما تساعد الراحة في السرير لمدة يوم أو يومين على تخفيف آلام الظهر والساق. ومع ذلك، لا تبقى بعيدًا عن قدميك لفترة أطول. عند استئناف النشاط، حاول القيام بما يلي:

خذ فترات راحة طوال اليوم، لكن تجنب الجلوس لفترات طويلة.

اجعل كل نشاطك البدني بطيئا ومنضبطا (ثابتا)، وخاصة الانحناء للأمام والرفع.

قم بتغيير أنشطتك اليومية لتجنب الحركات التي تسبب المزيد من الألم.

العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية) . يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للالتهابات، مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، في تخفيف الألم.

تساعد التمارين المحددة على تقوية عضلات أسفل الظهر والبطن.

حقن الستيرويد فوق الجافية. قد يؤدي حقن دواء يشبه الكورتيزون في المساحة المحيطة بالعصب إلى تخفيف الألم على المدى القصير عن طريق تقليل الالتهاب.

هناك أدلة جيدة على أن الحقن فوق الجافية يمكن أن يخفف الألم بنجاح لدى العديد من المرضى الذين لم يحصلوا على مساعدة لمدة 6 أسابيع أو أكثر من الرعاية غير الجراحية الأخرى.

هناك بعض البيانات تشير إلى أن حقن الستيرويد فوق الجافية خلال 3 أشهر من الجراحة يمكن أن يزيد بشكل طفيف من خطر الإصابة بالعدوى. ناقش هذه المخاطر مع جراحك.

من المهم أن نلاحظ أن هذه العلاجات غير الجراحية لا تشفي القرص المنفتق. وبدلاً من ذلك، يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض بينما يعمل جسمك على شفاء القرص. في كثير من الحالات، يذوب القرص الفقري بشكل طبيعي مع مرور الوقت ويتم إعادة امتصاصه من قبل الجسم.

العلاج الجراحي

فقط نسبة صغيرة من المرضى الذين يعانون من فتق القرص القطني يحتاجون لعملية جراحية. عادةً ما يوصى بإجراء جراحة العمود الفقري فقط بعد فترة من العلاج غير الجراحي الذي لم يخفف من الأعراض المؤلمة، أو للمرضى الذين يعانون من الأعراض التالية:

ضعف العضلات

صعوبة المشي

فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء

استئصال القرص المجهري. الإجراء الأكثر شيوعًا لعلاج القرص المنفتق هو استئصال القرص المجهري. يتم إجراء هذا الإجراء من خلال شق صغير على مستوى انفتاق القرص، وغالبًا ما يتضمن استخدام المجهر.

تتم إزالة الجزء المنفتق من القرص مع أي أجزاء إضافية تضغط على العصب الفقري.

استئصال القرص بالمنظار. الخيار الجراحي الأحدث لعلاج القرص المنفتق هو استئصال القرص بالمنظار. يتضمن هذا الإجراء البسيط استخدام منظار داخلي، وهو أنبوب رفيع مزود بكاميرا، مما يسمح للجراح برؤية المنطقة المصابة والوصول إليها. يشبه هذا النهج النهج التنظيري  الشائع الاستخدام في جراحة الركبة والورك والكتف.