سامح بسيوني
يتراقصون على أعتابكِ يا فلسطين ، فأنتِ جبل لا يهزه ريح ، مهما تخل عنكِ الأخلاء ، فأنتِ شامخة ورافعة للكرامة وفيكِ الرجال كالجواري في البحر كالأعلام.
ظنوا بأنكِ متِ ونسوا أن هناك بعث للحياة، فأنتِ قيامة لابد أن تقوم مهما طال بكِ الليل وغاب الحق عن الأنام.
أعاهدكِ يا حبيبتي أن نكون معكِ ؛ حتى ولو بعدت بينا البلاد والسنين والأيام، ستظلِ أنتِ قضيتنا رغم الخلاف والنفاق والزور وكثرة البهتان.
سأقاطعهم بمنتجاتهم حتى لو أصابنا الوهن والجوع والحرمان ، فنحن على العهد وأن غدر بنا أخ أو مدعي حبًا أو كان من كان.
دعكِ منهم فقد انكشف القناع ومحص الله العباد، فأخرج المنافق وأظهر ما يضمرون من حقد وبهتان، وأظهر الله الحق على رجال لا يضرهم من خالفهم فكانوا كجبال راسيات أمام بحر عاتٍ لا يهدأ له أمواج .
رقصوا ولعبوا على أشلائكٍ وظنوا بأنهم على حق وهم لا يعلمون بأن الله بالمرصاد.
يا رجال الحق : تساندوا بوحدة سواعدكم سينتصر الحق مهما طال الليل وغاب الفجر وزال الحق عن الإنسان.
أسمع من بعيد صوت الحق ينادي على امة نامت إنسانيتها وتثقالوا إلى الأرض ونسوا بأن متاع الدنيا في الأخرة إلا قليل، فرقصوا على اشلائكِ وتغنوا في بلادهم يأكلون ويتمتعون ونسوا إخوة لهم يعانون ويلات الحرب والجوع والحرمان ، فكلوا يا عرب وتمتعوا قليلًا فإنكم مجرمون؛ لتخاذلكم عن مساندة الحق ، فكنتم على النار قعود تستمتعون بصرخاتهم وأوجاعهم وكل ما تملكونهم لهم أكفان الأخرة لهم ملطخة بأيدي النفاق.
كنتم كقابيل في ظلمه عندما قتل أخيه متعمدًا وعجز عن دفنه في الحال، أتريدون غرابًا يدلكم على رفاتي تتراقصون عليها في الحال، خسئتم بحماقتكم وجهلكم فعصر الجاهلية كان فيه رجال يساندون فيه الإنسان ويدافعون عن الظلم في الحال.
كم كنت قاس أيها العالم! على أطفال راحوا ضحايا لظلم الإنسان، ذهبوا إلى ربهم يشكوننا إلى خالقهم وحال لسانهم يقولون بإي ذنب قتلنا وأي جرم فعلنا؟!
أمة نامت عن الحق ولم يتحرك لها ساكن مع صرخة طفل وصرخات العجوز أوقفت طير في السماء وأخرجت الحيتان من بحارها وبكى لها القلب فصارت الأدمع بحار وأنهار.
عار على أمة تقاعست لنصرة المستضعفين فغدًا سنقف أمام ميزان الحق ؛ليحكم بين العباد ، وسيأتي أطفال يشكوننا أمام الله.
فيا سيف الحق أقبل من بعيد ، وذكرهم بخيبر وعين جالوت وحطين والعاشر من رمضان.
أرى من بعيد قطز وبيبرس يحملان شعلة النصر للأبطال ، وعقبة قادم على فرسه الأشهب يحمل للأمة صحوة ويصرخ فيها ويوقظها من غفلة الأيام.