د. إيمان بشير ابوكبدة
تعود حرفة منتجات الصدف في فلسطين إلى القرن السادس عشر الميلادي، حيث أدخلها المبشرون المسيحيون إلى فلسطين، على غرار الكثير من المهن والحرف الإيطالية التي ارتبطت بالطابع الديني لمدينة بيت لحم. وتطورت هذه الحرفة في القرن التاسع عشر، حيث عرضت منتجات الصدف من قبل عائلات فلسطينية متعلمة في أمريكا، في نيويورك، عام 1895.
ازدهرت هذه الصناعة الحرفية في القرن الماضي، وذلك بفضل ازدياد زوار الأراضي المقدسة وبفضل الإعفاء الضريبي التشجيعي. غير أن الاحتلال الإسرائيلي، بعد عام 1967، عاد إلى فرض الكثير من القيود على هذه الصناعات، وأهمها فرض الرسوم والضرائب، ورفعها مرات عديدة، مما أضطر العديد من المشاغل على إغلاق أبوابها أو الانتقال إلى الأردن.
تعتبر عملية “التخريم” إحدى أهم مميزات هذه الصناعة الحرفية، حيث تتم بواسطة أداة يدوية ودقيقة جدا، وتتطلب جهدا وأناة لتأخذ النقطة الصدفية شكلا فنيا متكاملا. تستورد المادة الخام الرئيسة في صناعة الصدف من المكسيك أو من شرق آسيا، وتجري عليها عمليات عديدة لتجهيزها بشكل يجعلها قابلة للتشكيل.