د. إيمان بشير ابوكبدة
تفهم الذاكرة على أنها صيانة لتعلم محدد، يستمر بمرور الوقت من التخزين والاسترجاع عند الضرورة. ولكي تتمكن الذاكرة من تنفيذ هذه العملية، يجب إنشاء خطوات مختلفة. مراحل الذاكرة هي التشفير والتخزين والاسترجاع.
الترميز: في مرحلة التشفير، يتلقى الشخص مجموعة من المدخلات الخارجية، والتي تتم معالجتها وتحويلها إلى رموز لفظية وبصرية وحسية ننسب إليها المعنى.
التخزين: بمجرد أن يكون للمعلومات الواردة معنى، يتم تخزينها في هذه المرحلة، والاحتفاظ بها في الدماغ. قد يختلف الاحتفاظ بها، اعتمادا على نوع الذاكرة المستخدمة، على سبيل المثال، إذا كانت قصيرة المدى سيتم استرجاعها قبل إذا كانت طويلة المدى، وسيتم تخزين الرسالة الخاصة بها لفترة أطول.
الاسترجاع: تتكون هذه المرحلة من الذاكرة من استخراج المعلومات التي كانت ذات معنى سابقا وتخزينها، أي أننا نستعيد المعلومات المخزنة في ذاكرتنا.
أنواع الذاكرة البشرية
يتم تجميع أنواع الذاكرة البشرية بشكل ثنائي حسب خصائصها. تعتمد أنواع الذاكرة على المتغير المستخدم لإجراء التصنيف. التصنيفات الأكثر شيوعا هي تجميع الذاكرة اعتمادًا على الوقت وتنسيق التشفير والذاكرة اعتمادا على نوع المعلومات المخزنة.
تشير أنواع الذاكرة اعتمادًا على زمانها إلى الذاكرة قصيرة المدى (MCP) والذاكرة طويلة المدى (MLP). وهي تختلف في مرحلتي التخزين والاسترجاع، حيث يتم تخزين الذاكرة قصيرة المدى واسترجاعها خلال فترة زمنية قصيرة، بينما يتم الحفاظ على الذاكرة طويلة المدى بمرور الوقت.
ومن ناحية أخرى، يمكننا أن نجد أنواعا مختلفة من الذاكرة اعتمادا على التنسيق الذي يتم ترميز المعلومات به، بين الذاكرة الحسية والذاكرة اللفظية.
في الذاكرة الحسية، يتم تشفير المعلومات الواردة وفهمها من خلال الحواس، وبالتالي تشير إلى الذاكرة البصرية والشمية والسمعية والبصرية المكانية.
وفي القطب الآخر نجد الذاكرة اللفظية، التي تشفر المعلومات على شكل كلمات، شفهية أو مكتوبة.
وأخيرا، يتم دعم مجموعة أخرى من أنواع الذاكرة وفقا لنوع معلومات التعلم، مما يؤدي إلى ظهور الذاكرة العرضية والدلالية والإجرائية.
الذاكرة العرضية: تشير إلى تذكر أحداث معينة، مثل تذكر ما فعلناه بالأمس أو ما أكلناه الليلة الماضية. محتوى المعلومات المخزنة هو محتوى شخصي أو متعلق بالسيرة الذاتية، ولهذا السبب تعرف أيضا باسم ذاكرة السيرة الذاتية.
الذاكرة الدلالية: محتواها هو المعرفة المخزنة عن الحقائق والمفاهيم ذات الطبيعة الثقافية أو عن المعرفة حول العالم، وكذلك فهم معنى الكلمات والمفردات. على سبيل المثال، الذاكرة الدلالية سوف تتذكر العام الذي انتهت فيه الحرب العالمية الثانية.
الذاكرة الإجرائية: تتوافق مع تخزين مهاراتنا وقدراتنا، فمثلا بعد أن تعلمنا ركوب الدراجة لا ننسى أبدا ربط أحذيتنا.
الذاكرة الحسية
في الذاكرة الحسية نستقبل المحفزات الخارجية التي ندركها من خلال حواسنا. ومع ذلك، فإن المعلومات المشفرة من هذه المدخلات الخارجية تحافظ على مدة تخزين قصيرة. ثم يتم حذفها أو نسيانها أو نقلها إلى أنواع أخرى من الذاكرة التي تسمح بتخزينها لفترة أطول. وبالتالي، فإن عملها يكون عابرًا، ليتم تخزينه لاحقًا في نظام الذاكرة القصيرة أو الطويلة المدى.
الذاكرة الحسية هي التي تسمح لنا بمتابعة تسلسل الفيلم أو قراءة كتاب أو مواصلة المحادثة، وهي مجموعة من الإجراءات التلقائية المتعلقة بهذا النوع من الذاكرة. تم تقسيم الذاكرة الحسية إلى الذاكرة الأيقونية و اللمسية والصدى.
الذاكرة الأيقونية: يقوم هذا النوع من الذاكرة الحسية بتسجيل المعلومات من حاسة الرؤية، مع الاحتفاظ بالصور المرتبطة بجسم معين لفترة قصيرة من الزمن.
الذاكرة اللمسية: تماما كما تشير الذاكرة الأيقونية إلى المدخلات البصرية، تعالج الذاكرة اللمسية المحفزات القادمة من حاسة اللمس، وتسجل المدخلات التي تشير إلى الألم أو الحكة أو الحرارة، من بين أمور أخرى. ومن المعروف أن الاحتفاظ بها أكثر متانة من الذاكرة الأيقونية.
ذاكرة الصدى: هذا النوع من الذاكرة قوي جدا ويشير إلى المعلومات التي تدركها الأذن. تخزينها قصير المدى، كما هو الحال في الذاكرة الأيقونية، وهو مهم جدا لأنه يسمح لنا بفهم اللغة والقدرة على مواصلة المحادثة.
الذاكرة العاملة
تعرف الذاكرة العاملة أيضا باسم الذاكرة العاملة. ويشير هذا النوع من الذاكرة إلى الآلية التي تسمح لنا بتخزين ومعالجة المعلومات المخزنة، بالإضافة إلى ربط المعلومات المخزنة بأفكار أخرى تأتي مع مدخلات جديدة. ولذلك، فهو يعمل في الإجراءات المعرفية الأكثر تعقيدا، مثل فهم اللغة والقراءة، والتعلم أو الاستدلال، والتخطيط أو المهارات المنطقية الرياضية. المعلومات المخزنة في الذاكرة العاملة أقل من الذاكرة قصيرة المدى. ومع ذلك، على الرغم من أن تخزينه قصير الأجل، إلا أنه يتم تحديثه باستمرار. إذا كنت ترغب في تحفيز هذه القدرة المعرفية، يمكنك ممارسة الألعاب لتحسين الذاكرة.
ذاكرة قصيرة المدى
تنظر إلى الذاكرة قصيرة المدى على أنها نوع من الذاكرة ذات سعة محدودة في الاحتفاظ بالمعلومات المخزنة، أي أن المدخلات التي نتلقاها يتم الاحتفاظ بها لفترة زمنية قصيرة لا تتجاوز 30-40 ثانية. الذاكرة قصيرة المدى لديها القدرة على تذكر 6-7 عناصر، وسيتم الاحتفاظ بها في فترة زمنية قصيرة. ومع ذلك، إذا تم تكرار المعلومات أو التلاعب بها، فقد يتم تخزينها في نوع آخر من الذاكرة، مثل الذاكرة طويلة المدى. وهذه هي الذاكرة الأكثر عرضة للتدهور، ولكن هناك أيضا استراتيجيات لتحسين الذاكرة قصيرة المدى.
الذاكرة طويلة المدى
يختلف انقسام الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى في زمانها، حيث تفهم الذاكرة طويلة المدى على أنها نوع الذاكرة التي لديها القدرة على تشفير المعلومات والاحتفاظ بها على مدى فترة زمنية أطول، ويمكنها يتم الحفاظ عليها على مدى فترة من ثوان إلى سنوات. يتم الاحتفاظ بالذكريات العرضية و الدلالية والإجرائية، مما يسمح لنا، بمرور الوقت، بتذكر حقائقنا أو مهاراتنا الثقافية، والتي قد تكون بعض الأمثلة على الذاكرة طويلة المدى.