القاهرية
العالم بين يديك

ليـــه يا عبدالله ؟       

254

إعداد و تقديم : علـي شعـــلان .

– “هو اللي أنتحر لما فشل يتعين” .

رد سلامه عليه “كلنا فشلنا لما عبدالحميد متعينش” .

كان هذا حوار عنيف دار بين الفنان هاني سلامه ، متجسد في صورة الحقاني الذي يدافع أمام الباطل .

أمام ممثل مغمور نجح في لبس شخصية الواسطة و المحسوبية ، في إحدى مشاهدهم من مسلسل “طاقة نور” .

و محور حديثهم بيشير إلى قضية الإنتحار الشهيرة للشاب المصري ابن الفلاحين الدؤوب المكافح ( عبدالحميد شتا) .

و جاءت نهايته من موقع المعمورة الشهير (من أمام كوبري قصر النيل) .

ليرتمي في أحضان النيل الأزرق العظيم (عظيم في احتضانه، و حنين في إحتواءه) ! .

لم أكترث لدراما المسلسل و معالجتها للقصة، و لم أهتم_إلى حد ما_بويلات الإتهامات من أسرة (شتا) ، في أن عبدالحميد اتقتل و لم ينتحر.

هُنا سأتوقف عند حيثيات القضية و البلاغ إتشمع بأن حالة الوفاة (إنتحار) .

نسأل هُنا ( هل إنتحر لما فقد حلمه ؟ ، هل أنتحر لما أستحق المستحق بعرق جبينه و لم يناله ؟ ) .

و كان سبب الرفض الأساسي و الوحيد هو

(غير لائق إجتماعياً).

طب بردو ، هل هذه الأزمة تستحق الإنتحار؟.

نقول أن الفعل العام منبوذ فاعله أمام مجتمعه، و محرم في سائر الأديان السماوية.

لكن هنمسك رد الفعل و نترك الفعل ذاته البغيض ، الذي يتعرضله الناس من(الواسطه، المحسوبية، كوباية الشاي بالنعناع، صباح الخير، زيادة سكر…. إلخ).

مش يمكن صاحبنا صابه القهر ! .

عشان كده أنتحر ؟ .

للدرجة ديه القهر صعب أوي كده ؟! .

طبعا صعب جدا على أي إنسان ؛ لذلك أستعاذ أشرف عباد الله بربه دوماً بهذا الدعاء

“اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال” .

قهر لما حلمك يروح ، و تبقى كبش فداء مجتمع مشوه ؛ إيمانياً ، نفسياً ، جسدياً و مادياً.

يضرب بالكفاءات عرض الحائط مقابل ابن الفلان .

ما ذكرناه لا يهم ، و ممكن الإعراض عنه بتاتاً.

لكن الكذب فهو_للأسف_ ما لا نتحمله.

هل المشكلة في (عبدالحميد) ، ولا في أن أبوه مزارع فلاح على قد حاله؟.

يبقى تقولوا السبب “أبوه غير لائق إجتماعيا؛ لذلك لن تتعين أنت ولا أبوك” في السلك الدبلوماسي.

حينها نطمئن على مستقبلنا بإرتياح شديد، شديـــد أويي كمان.

و من منبري هذا، أحب أقول لإبني المستقبلي اللي هيبقى من لحمي و دمى و إسمه ( خاويِّ) :

” لا تقلق، أنت مش محتاج، تقول الحديث النبوي ده في حياتك العملية،

أنا هخليك يا (خاويِّ) ، تمسك القلم في الصحافة من بعدي .

و قبل ما تكتب من الأساس، هقولك و هجعل القراء والمشاهدين ، يقولوا معايا :

تسلم أناملك ” !! .

قد يعجبك ايضا
تعليقات