دراسة: ماذا يقول العلم عن تناول 3 بيضات يوميا؟

د. إيمان بشير ابوكبدة

كان البيض دائما غير محبذ للأشخاص الذين يعانون من الكوليسترول حتى أظهر العلم أن القيمة الغذائية لهذا الطعام جيدة جدا بحيث يمكنك تناول بيضة واحدة يوميا دون مشاكل. الآن قامت دراسة جديدة بتحليل ما يحدث إذا تناولت 3 بيضات يوميا.

في الوقت الحاضر، ليس غريبا أن يستمر المصابون بارتفاع نسبة الكولسترول في الدم في تقييد تناول البيض في نظامهم الغذائي خوفا من أن يؤدي ذلك إلى رفع مستويات الكولسترول في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويعود هذا الاتجاه إلى حقيقة أنه قبل بضع سنوات تمت التوصية بعدم إساءة استخدام هذا الطعام للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول.

لقد كانت توصية مبنية على ثراء هذا الطعام بالكوليسترول. يوفر صفار البيض حوالي 500 ملجم لكل 100 جرام. أو بمعنى آخر تحتوى البيضة المتوسطة على حوالي 200 ملجم من الكوليسترول.
كشفت الدراسات الحديثة أن الأطعمة الغنية بالكوليسترول لا ترفعه في أجسامنا بالقدر الذي كان يعتقد سابقا. لدرجة أنه من المعروف حاليا أن تناول بيضة واحدة يوميا لا يرفع نسبة الكولسترول. ولكن… ماذا لو تناولنا أكثر من قطعة واحدة في اليوم؟

قامت دراسة جديدة بتقييم تأثير تناول ما يصل إلى 3 بيضات يوميا على الجسم، ويبدو أنها ليست سيئة أيضا.
هل يحتوى البيض على الكثير من الكوليسترول
بعد سنوات طويلة من الاعتقاد بأن تناول الكثير من البيض أسبوعيا لا ينصح به إذا كنت تعاني من ارتفاع نسبة الكوليسترول، يقول المختصون الآن أنه يمكنك تناوله يوميا دون أي ضرر على صحتك. وقد حدث هذا التغيير في المعايير بعد إجراء تحليل شامل لآليات الامتصاص والإنتاج لهذا النوع من الدهون.

يحصل جسمنا على الكولسترول بطريقتين. يمكنك امتصاصه مباشرة من الطعام أثناء عملية الهضم، عن طريق الأمعاء، أو يمكنك صنعه في الكبد من أنواع أخرى من الدهون.
البيض يحمي الأعصاب ويمنع الخرف، لقد تبين أن “الكوليسترول الذي يمكننا امتصاصه يوميا له حد. وبمجرد الوصول إلى هذا السقف، والذي يختلف باختلاف الشخص، يتخلص جسمنا من الباقي”، يوضح الدكتور فرناندو لاجو ديبي، عضو في مجموعة دسليبيدميا الإسبانية لطب الأسرة والمجتمع.

ويؤكد الأخصائي: “لهذا السبب، على الرغم من أنه يجب أيضا تقليل مصادر الكوليسترول، إلا أنه لا ينبغي تقييدها بالقدر الذي أوصى به من قبل”. وهذا ينطبق بشكل خاص على البيض، بسبب فوائده الصحية العديدة.

تساعد العناصر النزرة الموجودة في البيضة وعمل بالفيتامينات المضاد للأكسدة على حماية الجسم من العمليات التنكسية والسكري والضمور البقعي وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.
تأثير تناول 3 بيضات يوميا
أجرت جامعة كونيتيكت (الولايات المتحدة الأمريكية) دراسة نشرت في مجلة ” المغذيات ” حول تأثير استهلاك البيض على الشباب الأصحاء.

ولمدة 4 أسابيع، تم قياس تأثير نظام غذائي بدون بيض، وآخر تم فيه تناول 3 بياض بيض يوميا، وثالث تناول فيه المشاركون 3 بيضات كاملة يوميا .
ووجد الباحثون أن استهلاك البيض الكامل يحسن الجودة الغذائية للنظام الغذائي. على وجه التحديد، أدى إلى تحسين مستوى الكولين أو الكوليسترول الجيد، والأحماض الأمينية في الدم المرتبطة بخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
ومع ذلك، فإن أولئك الذين تناولوا بياض البيض فقط كان لديهم مستويات أسوأ من الأحماض الأمينية في الدم مما يدل على خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
البيض مفيد للقلب
يؤثر تناول البيض بشكل إيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية للأسباب التالية:
يحسن توازن الكولسترول. وأظهرت دراسة أجريت بين النساء في مدريد أن قيم الكوليسترول “الجيد” والكوليسترول “الضار” كانت أفضل بين أولئك الذين تناولوا بيضة في اليوم مقارنة بمن تناولوها بشكل أقل.

يوفر الدهون الجيدة. تساعد الدهون الفوسفاتية، وخاصة الليسيثين، على امتصاص كمية أقل من الكوليسترول. بالإضافة إلى ذلك، فهو يوفر الأحماض الدهنية الأساسية أوميغا 3 و6، وحمض اللينوليك، وبالتالي فإن النسبة بين الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة والمشبعة كافية لحماية صحة القلب والأوعية الدموية.
يساعد على التحكم في الوزن. يحتوى البيض على الليوسين، وهو حمض أميني يعزز الشعور بالشبع. إذا قمت بطهيها دون إضافة الدهون (مسلوقة، مشوية أو مسلوقة)، فهي خفيفة: بيضة متوسطة الحجم توفر 70 سعرة حرارية. ويجب ألا ننسى أن الوزن الزائد والسمنة هما أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية.

الدهون المشبعة والمتحولة ترفع نسبة الكوليسترول.
الأطعمة التي تؤثر بشكل كبير على مستويات الكوليسترول لدينا
تلعب الدهون المشبعة والمتحولة (الموجودة في اللحوم الدهنية والمعالجة والمعجنات الصناعية والأطعمة المطبوخة مسبقا والصلصات…) دورا مهما للغاية.
البيض يحمي الأعصاب ويمنع الخرف
“هذا النوع من الدهون ليس له سقف: يتم امتصاص الكمية المأخوذة بالكامل، ثم يحولها الكبد إلى كل من الكوليسترول والدهون الثلاثية.