القاهرية
العالم بين يديك

فلسطين الدولة التي لم تُحتل بعد

704

بقلم رانيا ضيف
“إبادة جماعية وتطهير عرقي” كان ذلك قرار الكيان المحتل ردا على مقاومة حماس المشروعة للدفاع عن أرضها ضد مغتصب غاشم بعد سلسلة من الاستفزازات والانتهاكات للمسجد الأقصى ومنع المصلين من أداء صلواتهم وتضييق سبل الحياة على أهل غزة حتى ضاقت بهم الأرض بما رحبت وفقدوا الأمل في حل عادل يضمن لهم حياة إنسانية طبيعية تكفل لهم حقوقهم.
أغمض عينيه العالم المتحضر -مؤسس منظمات حقوق الإنسان والحيوان والمنادي بالحرية والديمقراطية والذي ارتدى قناع المثالية والتحضر حتى صدقناه- عن الإبادة الجماعية للمدنيين في غزة.
بل ودعموا إسرائيل في إجرامها مرددين جملة “حق الدفاع عن النفس” ذلك المبرر الكاذب الذي اعتدناه مسوغًا لكل إجرام وإبادة جماعية وانتهاكات يندى لها جبين البشرية، فكيف لكيان محتل مغتصب الأرض من أهلها أن يكون له حق الدفاع عن نفسه وهو المعتدي الباغي؟!
وما حدث ما هو إلا مقاومة مشروعة أملا في استرداد الحق المنهوب والأرض المسلوبة والمقدسات المنتهكة وإن رآها البعض تهورًا واستهانة بأرواح أهل قطاع غزة وعدم تقدير مآلات الأمور غير أن الجميع لا يعلم أن هؤلاء قوم فقدوا الأمل في إيجاد العدل والحق فتساوت عندهم الحياة والموت، بل رأوا الموت سبيلا لحياة أرحب ودرجات علا من الجنة.
ولكن إن سلمنا جدلا بتلك الجملة الهزلية “حق الدفاع عن النفس” والتي أقنعوا العالم كله بها-عبر ميكنتهم الإعلامية الكاذبة تارة وبالضغوط على القادة والمسؤولين تارة وبالتهديد للشخصيات المرموقة والمؤثرة تارة أخرى-فهل الرد على حما..س يكون بقصف المستشفيات والمدنيين والمدارس واستهداف المراسلين وأسرهم؟!
هل يكون بمنع الإغاثات عن شعب محاصر في أرضه وقع تحت القصف الدامي المتواصل!
هل يكون بقطع الماء والكهرباء والغاز عن المدنيين لقتلهم بشتى الطرق؟!
هل يكون بقطع الإنترنت عن قطاع غزة وقت الاجتياح البري واستباحتهم لقتل وترويع النساء والأطفال؟
هل يكون بقطع الغاز عن المستشفيات ليتساقط المصابون قتلى!
هل يكون باستهداف النازحين بقنابل الفسفور المحرم استخدامها دوليا ؟
لقد سقطت أقنعة العالم المتحضر لتكشف عن وجوههم الزائفة ووقعت ورقة التوت التي حجبت سوآتهم في مؤتمر القاهرة الدولي للسلام وفي مجلس الأمن حيث آرائهم ومواقفهم المخزية لدعم محتل مغتصب غاشم يستقوى على النساء والأطفال والرضع.
أين منظماتكم التي أهلكتنا شعاراتها الرنانة وقواعدها الصارمة وهي تنادي بحقوق الإنسان!
ظن البعض أنكم نسيتم ماضيكم الاستعماري المخزي وأصبحتم بلدانا متحضرة تقيم مبادىء العدل والحق وتحقق غايات الإنسانية النبيلة ولكن اكتشفوا أن مبادئكم لا تختلف كثيرا عن قانون الغاب وأن المصالح تتصالح على حساب شعب أعزل ونساء وأطفال رضع وإنما كل تلك الشعارات الرنانة والصورة البراقة لواقع مرير وأيادٍ ملطخة بدماء الأبرياء!
الموقف المتخاذل للدول العربية والدول العظمى أكد للعالم أن الدولة التي لم تُحتل بعد هي فلسطين الأبية!
لعل كل تلك الأحداث المأساوية والسيناريوهات الأكثر رعبا في الآونة الأخيرة تجعلنا نقف لحظة تدبر وتأمل لنعرف سر تقدم وتفوق إسرائيل على العرب مجتمعين وسر تحكمها في السياسات وقرارت الدول العظمى؛ فالإجابة الأكثر منطقية
هو تقدم إسرائيل العلمي، لقد أدركوا آليات وقوانين السيطرة والنفوذ واستمر تقدمهم يوما بعد يوم حتى وصلوا لما هم عليه الآن
وإليكم جزء من تقرير في هذا الصدد أعدته الجزيرة
“احتلت إسرائيل المرتبة الأولى عالمياً من حيث نصيب الفرد من الإنفاق على البحث العلمي، وجاءت بعدها الولايات المتحدة، ثم اليابان، حيث تنفق 1272,8 دولارا سنوياً للفرد، متساوية في الصرف على البحث العلمي مع اليابان والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، متقدمة على إسبانيا وتركيا.
وفي مصادر أخرى، فإن إسرائيل تنفق على البحث العلمي ما يساوي 1% مما ينفق في العالم أجمع، وتنفق ضعف ما تنفقه الدول العربية مجتمعة على البحث العلمي والتطوير، وهي أعلى دولة في العالم من حيث نسبة الإنفاق على البحث العلمي من الناتج القومي.”
كما عرض التقرير أسباب النفوذ السياسي
وكيف كان الفكر والرأي والبحث العلمي مؤثرين في صياغة السياسة الإسرائيلية.

لعلي بعرضي لجانب من هذا التقرير أجبت عن عدة أسئلة أراها كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي وهي “لماذا تأخر نصر الله؟
لماذا ينتصر الباطل على الحق والشر على الخير؟
لماذا هذا الكيان الظالم يمتلك مقاليد القوة والسيطرة؟
لأنه ببساطة علم قوانين الكون واتخذ بأسباب القوة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات