د. إيمان بشير ابوكبدة
كل يوم، من لحظة استيقاظك إلى لحظة ذهابك إلى السرير، أنت محاط بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الألوان، والتي لها القدرة على التأثير ليس فقط على حالتك المزاجية ولكن أيضا على سلوكك. الأمر المؤكد هو أن الطريقة التي ينظر بها إليهم هي طريقة ذاتية وغالبًا ما تعتمد على الخبرة أو الثقافة التي ينتمي إليها الفرد.
ويكفي أن نقول إن اللون الأبيض يرتبط في بعض الثقافات بالنقاء والبهجة، بينما في البعض الآخر هو لون الحداد. ولكن عندما يتعلق الأمر بالنوم، هل يمكن للاستخدام الحكيم للألوان أن يساعد في تحسين جودته؟ ما هي تلك التي يفضلها والتي يجب تجنبها؟
تكشف الدكتورة أليساندرا جيوردانو، عالمة النفس، أسرار تعزيز النوم المريح والراحة بمساعدة الألوان.
الهرمونا الأساسيان اللذان يؤثران على المزاج و الإيقاع البيولوجي هما الميلاتونين والسيروتونين: الأول يبطئ وظائف الجسم ويقلل نشاطه ويستعد للنوم، أما الثاني فتفرزه الغدة النخامية عند أول أشعة الشمس وله تأثير محفز ومحفز. تأثير. “يعتمد إفراز الميلاتونين بواسطة الغدة الصنوبرية على كمية الضوء التي تصل إلى مستقبلات متخصصة (خلايا العقد الحساسة لألوان معينة دون غيرها).” في الواقع، تكون مستويات هذا الهرمون أعلى بكثير في الليل عنها في النهار،» اوضح الدكتورة جيوردانو.
علاوة على ذلك، يختلف إنتاج الميلاتونين أيضا اعتمادا على لون الضوء الذي تتعرض له. الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الأجهزة المختلفة له نفس التأثير على الدماغ مثل الشمس، حيث يشير إلى أن الوقت لا يزال نهارا ويمنع إفراز الميلاتونين. ونتيجة لذلك، يظل الدماغ نشطا، مما يؤخر عملية الاسترخاء والنوم. لذلك سيكون من الجيد تجنب مصادر الضوء الأزرق في الساعات التي تسبق النوم، للبدء فورا في الاستمتاع بالاسترخاء الذي يؤدي إلى راحة جيدة.
استخدام الضوء خلال ساعات المساء أو الليل، فقد يكون الحل هو الضوء الأحمر. في الواقع، فهو يدعم أعلى مستوى من إنتاج الميلاتونين ويمكن أن يساعد في خلق بيئة مريحة، مما يولد ضوءًا خافتًا وناعمًا يحفز على النوم. وحتى في حالة الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، ينصح باختيار هذا النوع من الضوء، بدلاً من الضوء الأبيض أو الأزرق، فهو الوحيد الذي يمنع انقطاع دورة النوم، مما يسهل العودة إلى النوم. ينام.
4 ألوان لاستخدامها في غرفة النوم، بالإضافة إلى لون واحد لتجنبه
تنقسم الألوان إلى دافئة (أحمر، أصفر، برتقالي)، قادرة على تحفيز المشاعر بقوة، وباردة (أزرق، أخضر)، يحتمل أن تكون مهدئة ومريحة. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالألوان المستخدمة في غرفة النوم، يختفي هذا التقسيم. وفي الواقع فإن الألوان المفضلة لتعزيز النوم هي:
الأزرق: بكل ظلاله هو اللون الأنسب لتعزيز النوم المريح ونقل السلام والأمان، وهو مثالي لراحة العقل في نهاية اليوم.
الأصفر: ذو الظلال الفاتحة والمشبعة قليلا (الباستيل)، فهو يعزز الراحة. وفي الواقع، على الرغم من انتمائها إلى الألوان الدافئة، إلا أنها ذات تأثير مهدئ للأعصاب، وتساعد على تبديد التوتر وتخلق شعوراً بالتوازن والانسجام والصفاء.
الأخضر: في الظلال الفاتحة، يعد لونًا مثاليًا آخر للنوم جيدًا، كما أنه يرتبط بالطبيعة وله تأثير مريح.
الأبيض: على الرغم من كونه لونًا محايدًا، إلا أنه يعزز التركيز والصفاء.
يجب الإشارة بشكل منفصل إلى اللون الأرجواني، والذي من الأفضل تجنبه تماما في الغرفة التي تنام فيها. في الواقع، كونه لونًا مثيرًا ومحفزا، فإنه يجعل من الصعب استرخاء العقل بعد يوم حافل.
وأخيرا، تضع الخبيرة قائمة من النصائح المفيدة التي يجب وضعها في الاعتبار لتنام بشكل أفضل.
1) لدرء القلق والتوتر عندما تكون مستعداً للنوم، من المفيد استخدام الألوان التي تذكرنا بالطبيعة، مثل اللون الأخضر الغامق وظلال اللون البني. ومن خلال تذكر سيناريوهات طبيعية ممتعة، فإن لديهم القدرة على استرخاء الدماغ وتعزيز استعادة الطاقة.
2) ليس صحيحا أن الأضواء هي عدو وقت النوم، بل يجب فقط استخدامها بشكل مناسب.
3) دورة النوم حساسة للغاية وفي اللحظة التي يتم فيها تشغيل الضوء (السقف أو المصباح أو الهاتف الذكي) تنقطع دورتنا.
4) ينصح بالنوم في الظلام: أظهرت الأبحاث الأمريكية أنه حتى التعرض المعتدل للضوء أثناء الليل يزعج النوم، مما يؤثر على وظائف القلب والأوعية الدموية ويزيد من مقاومة الأنسولين.
5) رغم أنه من الصحيح أن بعض الألوان تؤثر وتسهل الاسترخاء والنوم، إلا أنه في حالة الأرق فمن الأفضل التحقق من الأسباب بمساعدة أخصائي.