كتبت _مياده حافظ سليم
لم تدمر قوات الاحتلال الإسرائيلي المنازل والمستشفيات فقط، بل طال عدوانها وقسوتها أحلام شباب فلسطين، الذين خسروا بيوتهم وعائلاتهم وأفراحهم، وكانت الشهيدة «لورين» من ضحايا جرائم حربهم في غزة، إذ اغتالت قوات الاحتلال فرحتها وألبستها الكفن قبل الفستان الأبيض، بعد أن كانت في انتظار حفل زفافها بعد شهر واحد من الآن، إلا أنّ الموت خطفها بعد قصف منزلها.العروس «لورين» ارتدت الكفن قبل الفستان الأبيض
قصفت قوات الاحتلال بيتها في قطاع غزة، لتضطر إلى النزوح سريعًا إلى الكنسية، لكن قوات الاحتلال الإسرائيلية لم تحترم قدسية المكان، وقصفت الكنيسة، لتنتقل على الفور الشابة الفلسطينية لورين أبو حليمة، إلى أقرب منزل في غزة.
وكأن قوات الاحتلال الإسرائيلية، مصرة على إنهاء حياتها بكل السبل، إذ قصفت المنزل أيضًا معلنة استشهاد ابنة غزة بين الركام، وتحدث خطيب الشهيدة لورين أبو حليمة، خالد مصري، إلى «هن»، ليروي المأساة التي عاشتها خطيبته وعائلتها في غزة، قائلًا: «بيتها انقصف وطلعت من البيت هي وأهلها على الكنيسة وانقصفت الكنيسة، وبعدين طلعت على الجنوب مثل ما طلب الاحتلال وانقصف البيت اللي كانت فيه واستشهدت مع ابنة خالتها».
يحكي «خالد» لـ«هن» أنّ خطيبته «لورين» كانت تبلغ من العمر 26 عامًا، وتدرس في تخصص الصحافة، وتعرف عليها منذ فترة طويلة، ثم خطبها لمدة عام ونصف، وكان من المقرر أنّ يتزوجا بعد شهر، وذكر أنه في يوم القصف اتصل على عائلتها ليطمئن عليها، لتخبره والدتها أنها تحت الركام ولا يعرفون مكانها حتى الآن: «إحنا بنعرف بعض من فترة كبيرة، بس الخطوبة من سنة ونص، وأنا عامل لها فيزا طالب لتسافر معي، لأني خارج غزة حاليا وكنت هنزل كمان شهر غزة، وهاخدها نتجوز ونطلع مع بعض، لكن والدتها كلمتني بنفس وقت القصف، وحكت أنها تحت الردم ومش لاقينها».خالد» يعيش حالة من الحزن والفقد بعد فراق خطيبته
ويذكر «خالد» الفلسطيني، أنه قبل سفره إلى خارج فلسطين شهد ما يقرب من 4 حروب، وعاش حياة مليئة بالفقد والحزن، وحاليا يعيش حالة من الألم، خوفا على عائلته التي تقيم في قطاع غزة المستهدف من قبل الاحتلال الصهويني تارة، وأيضا بسبب صعوبة تحمل قسوة فراق خطيبته الشهيدة «لورين»: «طول حياتي عايش بغزة، ولي 3 سنوات طالع بره الوطن، وباقي أهلي موجودين بغزة، وخسرت عددا لا يحصى من أصحابي وعائلتي خلال الحرب هذا العام، وحضرت قبل سفري خارج فلسطين 4 حروب، ولكن هذه ما كان لي نصيب أشاركهم فيها».
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية