العالم بين يديك

المذهب الشافعي

100

د. إيمان بشير ابوكبدة

هو أحد المذاهب الأربعة، أسسه الإمام محمد بن إدريس الشافعي الذي اعتمد على الجمع بين مدرستي الرأي والحديث. ويعد الشافعي من الأوائل الذين وضعوا علم الأصول. وكانت مصر هي المكان الذي صدر عنه هذا المذهب وتبلور مذهبا فقهيا مستقلا في أوائل القرن الثالث الهجري.

تلقى محمد بن إدريس الشافعي الفقه والحديث على يد مالك، والرأي على يد محمد بن الحسن الحنفي. ونظرا لتمتعه بالثقافة الواسعة والقدرة الفائقة على الجدل، فقد استطاع أن يرسم لنفسه منهجا وسطا جمع فيه بين مدرستي الرأي والحديث، تمخض عنهما المذهب الشافعي.

انتشر المذهب الشافعي في مصر وفلسطين وعدن وحضرموت وفي العراق والباكستان والعربية السعودية، وهو المذهب الغالب في إندونيسيا.

ولعل أهم العوامل التي هيأت للشافعي أسباب النجاح في مصر هي:

كان معروفا بأنه تلميذ لمالك وخريج لمدرسته. وكان لمالك هناك ذكر ولمذهبه انتشار، فقوبل الشافعي بالعناية.
نشاط الشافعي وعلو همته وتفوقه بالأدب ومعرفته باللغة وإحاطته بأقوال مالك وأقوال أهل الرأي وانتصاره لمذهب أهل الحديث.
اشتهار قرشيته، و بالانتساب للنبي (ص) وهذا له أثره في قلوب المسلمين.
صلته بحاكم مصر الجديد عبد الله بن العباس بن موسى.
اهتمام الخليفة العباسي هارون الرشيد بالشافعي.

الشافعي هو الذي نشر مذهبه بنفسه. وسبب انتشار مذهبه ما قام به من الرحلات المتعددة بين بغداد والمدينة، حيث ينتشر مذهب أهل الرأي وأهل الحديث. فأخذ الشافعي منهجا وسطا بين الفريقين. فأوجب العمل بالحديث إذا كان صحيحا، وإن لم يكن مشهورا، وكذلك أخذ بالقياس في المسائل التي لم يكن فيها نص. فبذلك أقبل عليه أهل الحديث ورضي عنه أهل الرأي.

حظي المذهب الشافعي بتأييد الحكام الأيوبيين. ولما خلفت دولة المماليك دولة الأيوبيين، كان أغلب سلاطينها من الشافعية.

كان للمذهب الشافعي رجالات حملوا على عاتقهم نشره في بقاع العالم الإسلامي، أمثال خالد بن اليمان البغدادي، والحسن بن محمد الصباح الزعفراني، ويوسف بن يحيى البويطي المصري.

قد يعجبك ايضا
تعليقات
%d