سامح بسيوني
يا أرض فلسطين أقسم الله بثماركِ، فالتين والزيتون من خيراتكِ، ومشى الخليل على أرضكِ، ولوط ويعقوب..
وإخوة يوسف خير شاهد، وسليمان وجنوده أمناء على حرمكِ.
أصابنا الجلل في مصابكِ، وبكى القلب بعدما رأى الدم يتساقط من شهداء أطفالكِ.
فهناك الكرامة في نساء تحملن شرف الجهاد في ساحة العسر والثبات، وشباب قاتلوا بقلوبهم وتاج الإيمان يعلو فوق الجباه.
فيكِ العزة والكرامة.. ولا عزاء للقاعدين مثل النساء.
كل الخذلان في أمة نامت في ثبات عميق ولا تملك إلا استنكار وهي مكتوفة الأيدي، والعار تاج على رؤوس الأنام.
أين أنتَ يا معتصم: عندما نادتكَ امرأة مسلمة بقولها يا وامعتصماه: فخرجت بجيش عظيم أوله من معمورية وآخره في بلاد الإسلام، فأحرقتهم وحررتها من بطشهم وأرجعت للمرأة عزتها وكرامتها، وكان السيف أصدق من الكتب.. فكان في جده الجد وفي حزمه الحزم.
يا فلسطين ستعود لكِ أمجادكِ رغم البعاد وسيتحرر أقصاكِ مع كثرة الغموم، ولن ينطفئ نور الله ولو كره الكافرون.
يا فلسطين اسمعي نداء الخندق يقول لكِ: ففي يوم القلوب عند الصحابة بلغت الحناجر، ومن الخارج أحزاب ويهود ومنافقين.. كان الراهن بأنها هي نهاية الإسلام، فمرت السنون عشر.. وفي النهاية دك الصحابة الروم والفرس.
لا تحزني يا فلسطين على تخاذل العرب والمسلمين، وثقِ بالله العلي القدير بأن النصر للمؤمنين.
انظروا يا عرب، في جاهلية الأمس قال زهير بن أبي أمية: (يا أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يُباع ولا يبتاع منهم والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة)
فكانت جاهلية الأمس أجل من حضارة اليوم.
توصل نيوتن للجاذبية بتفاحة سقطت عليه وكل يوم يسقط الأبرياء وتموت معها الإنسانية.
يا فلسطيني يكفيكَ شرفًا صمودك في ساحة الدفاع عن الأرض، وغيرك قاعد يستكين ويستنكر.
صبرًا؛ سيعود المعتصم وصلاح الدين رغم الضباب والغيوم..
نم يا شهيد فالجنة مستراح لكَ
، فالله شاهد لكَ كما شهد لأصحاب البروج.