القاهرية
العالم بين يديك

البحث العلمي مطلباً ملحاً

385

بقلم دكتورة سلوى سليمان

إن حركة التطوير المعرفي تنمو وتتسارع اليوم أكثر من أي وقت مضى حيث تشهد البلدان في جميع أنحاء العالم منافسة شديدة في الحصول على أكبر قدر من المعرفة العلمية، من أجل تحقيق النمو والازدهار والاكتفاء الذاتي ومن ثم تحقيق الرفاه لمجتمعاتها، ولأجل الوصول إلى مستوى النمو والتطور المعرفي الذي حققته تلك البلدان، فلابد لنا من معرفة الوسيلة التي تساعدنا في بلوغ ذلك، ولكون البحث العلمي هو الركيزة الأساسية لتحقيق أي تقدم أو تطور بهدف الوصول إلى التنمية الشاملة،على اعتباره أداة فاعلة في عملية وضع الخطط وصنع القرارات التي تهدف إلى تطويرالأداء في مختلف مجالات الحيا ة.

 

حدثت طفرة معلوماتية هائلة في عصرنا الحاضر، ناتجة عن تطور مماثل في طرق جمع المعلومات وأساليبها، من قبل باحثين مدربين ذ وي مستوى عالٍ من القدرة والمهارة، فأصبح من لا يملك المهارة والقدرة على إنتاج بحث علمي متقن عاجزا عن المنافسة في مواكبة هذه الطفرة المعرفية.

 

وتسعى معظم الجامعات -على مستوى العالم- إلى إعداد طلابها وتنمية قدراتهم ومهاراتهم البحثية، التي تؤهلهم ليكونوا باحثين متمكنين؛ بما يسهم في إنتاج مخرجات بحثية على مستوى رفيع معرفيا ومهاريا ومنهجيا ، وفي هذ ا الصدد نجد أن الجامعات ينبغي عليها القيام

بتعزيز مهارات البحث العلمي وتنميته لدى طلابها، وما يؤكد ذلك أن البحث العلمي يُعد من المهام والأدوار الأساسية لأي جامعة تمارس التعليم العالي، الذي يتضمن في أبسط صوره مساعدة الطلبة على بناء منهجيات تفكيرهم الخاصة، التي تتطلب بالضرور ة بناء قدراتهم

ومهاراتهم في إجراء بحث علمي بوصفه أحد أهم الوسائل لإنتاج المعرفة وإدارتها وتوظيفها؛

وهي المسؤولة مسؤولية مباشرة وأساسية عن بناء قدرات طلابها ومهاراتهم.

 

وبناء عليه أن الإلمام بمهارات البحث العلمي يعد مطلبا ملحا بالنسبة للطلبة بصفة عامة وطلبة الدراسات العليا بصفة خاصة ؛ لارتباطهم الوثيق بجودة البحث العلمي، فامتلاك طلبة الدراسات العليا المهارات البحثية أمر لا غنى عنه للارتقاء بنوعية البحث العلمي وجودته، وبهذا نناشد طلبة الدراسات العليا – الاهتمام والسعي نحو تنمية مهاراتهم البحثية عن طريق فاعليتهم الذاتية وسعيهم الدؤوب لاكتساب المعارف والمهارات البحثية، التي تؤهلهم للارتقاء بالبحث العلمي، فعصرنا الحالي يتطلب بحثا علميا متقنا؛ كي نتمكن من البدء بالخطوة الأولى للحاق بركب الحضارة والمعرفة المتسارعتين.

 

ولما كان البحث العلمي عملية تَقص منظمة باتباع أساليب علمية للوصول إلى وصف الظواهر وتفسيرها، وحل للمشكلات، وتوليد المعرفة وإثرائها والتحقق من صحتها، معتمدا في ذلك المنهجية العلمية، ومستعينا بأدوات في جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بظاهرة ما، كالملاحظة والمقابلة والاختبارات وغيرها.

 

ومما لا شك فيه أن المؤسسات التعليمية من جامعات وكليات ومعاهد على اختلاف مستوياتها وأهدافها تهتم بالبحث العلمي؛ لما له من دور فاعل في التراكم العلمي والمعرفي، وما يترتب على ذلك من فوائد علمية وعملية؛ لذا فإن مثل هذه المؤسسات تعنى بمسألة تنمية قدرات الطلبة البحثية التي تمكنهم من إجراء دراسات وبحوث علمية متقنة إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من التدريب لتعزيز مهارات الطلبة البحثية، من أجل إنتاج باحثين أكثر دراية ومهارة في مجال تخصصهم ومن المعروف أن معظم الجامعات العريقة التي تتميز بمستوى أكاديمي راقٍ وبدرجة عالية من الموضوعية والقدرة على تشخيص قدراتهم البحثية، تحرص على أن لا يتم التقييم وفق طرق تقليدية معتادة، ولكن طرق مستحدثة تقف بكل مصداقية على مستوى أداء فعلي لكل الطلبة …

ومن هنا نحن في سباق مع الزمن فعلينا أن نتطور ونواكب كل ما هو جديد في مجال البحث العلمي مع التركيز على الباحثين لأنهم أدواتنا الفاعلة لمسايرة ركب التقدم والثورة غير المسبوقة في العلم والتكنولوجيا …

قد يعجبك ايضا
تعليقات