العالم بين يديك

شاءت الأقدار 

82

 

بقلم_ المستشار احمد النحاس 

في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر توجه الشاب الخلوق 

ياسر بصحبة إبن خاله أحمد إلي المستشفي لعمل الفحوصات والتحاليل الطبية الخاصة بشركة ياسر .

وتحولت غرفة ياسر لخلية نحل من الأطباء والتمريض 

وذلك الأمر لم يمنع ياسر من تبادل أطراف الحديث 

في كافة مناحي الحياة مع أحمد .

وبدماثة خلق أستأذن أحمد من ياسر مودعًا له ليراه في 

الغد ويطمئن عليه وعلي نتائج الفحوصات والتحاليل الطبية.

وجاء الصباح ملبد بالغيوم ويحمل في ثنايا ثوبه المطر الغزير وبالرغم من ذلك ذهب أحمد للقاء ياسر ،

وبادر أحمد ياسر بالسؤال عن أحواله والنتائج ؟

فأجاب ياسر بإقتضاب وبكلمات تحمل في طياتها الكثير من الخوف والترقب ، وعلي الفور ربت أحمد علي كتف ياسر ليطمئنه ،

وبدون أن يشعر ياسر ذهب أحمد للطبيب المسئول عن حالة ياسر وطلب منه معرفة حالة ياسر بوضوح ،

فأجاب الطبيب بصوت منخفض يزينه الحرج : ” الحالة غير مطمئنة ” .

فقال له أحمد وقد أمتقع لون وجهه:” من فضلك يا دكتور كلمني بصراحة ” .

فأجاب الطبيب : ” ياسر مصاب بسرطان الدم وحالته متأخرة والموت ينتظره ” .

فوقعت كلمات الطبيب علي أحمد كصاعقة السماء 

وسالت على خدوده أودية من البكاء ، فربت الطبيب علي كتفه وتركه وأنصرف.

وبالكاد مسح أحمد دموعه التي كادت أن تغرقه وتوجه لياسر مبتسمًا قائلًا له : ” كل التحاليل والفحوصات الطبية مطمئنة فلا داعي للخوف والقلق ” .

فقبل ياسر رأس أحمد قائلًا له : الله يطمنك ” .

فحيا أحمد ياسر بتحية الإسلام وتركه وذهب ليخبر 

أقربائه بما سمعه من طبيب ياسر .

وفي تمام الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل تلقي أحمد من الطبيب إتصالًا يرتدي ثوبًا أسود 

فإستقبل أحمد خبر وفاة ياسر بمنتهي الثبات الإنفعالي قائلًا للطبيب: ” إنا لله وإنا إليه راجعون ” .

وفي الصباح الباكر ذهب أحمد وأقربائه لإلقاء نظرة الوداع على ياسر وأنهوا الإجراءات وصلوا عليه صلاة الجنازة وشيعوه إلي مثواه الأخير .

( تمت )

قد يعجبك ايضا
تعليقات
%d مدونون معجبون بهذه: