د. إيمان بشير ابوكبدة
مرض الزهايمر هو اضطراب تنكس عصبي وتقدمي، ولا يوجد علاج له حتى الآن. ويعد هذا المرض السبب الرئيسي للخرف الذي يؤثر، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، على أكثر من 50 مليون شخص حول العالم. في الآونة الأخيرة، أعلن الباحثون عن أملهم في العثور على علاج، وهو دواء تم اختباره في البداية لمرض التصلب المتعدد قد يكون فعالا في مكافحة مرض الزهايمر.
أظهرت دراسة نشرت في بناس، بقيادة جوليانا ر. لوبيز وشياومينغ تشانغ، إمكانية العلاج بالأجسام المضادة وحيدة النسيلة لتخفيف الأعراض لدى المرضى الذين يعانون من مراحل أكثر تقدما من مرض الزهايمر. وكانت الأجسام المضادة موجودة في دواء مناعي يعطى عن طريق الأنف لعلاج مرض التصلب المتعدد.
تم تطبيق العلاج على الفئران المصابة بمرض الزهايمر، وخلص إلى أن الأجسام المضادة المصنوعة في المختبر ترتبط بخلايا وبروتينات معينة، مما يمنع تطور المرض ويساعد على الاستجابة المناعية للجسم.
مرض الزهايمر مسؤول عن 50% إلى 70% من حالات الخرف في جميع أنحاء العالم.
كيف يحدث مرض الزهايمر؟
الأسباب الدقيقة لمرض الزهايمر ليست معروفة تماما بعد، ولكن يبدو أن هناك عوامل وراثية واجتماعية. عندما يحدث هذا، تبدأ بعض البروتينات في الجهاز العصبي في المعالجة بشكل سيئ، مما يؤدي إلى توليد بروتينات سيئة القطع وسامة تستقر بين الخلايا العصبية.
في دماغ الشخص المصاب، تحدث سمتان مرضيتين رئيسيتان : لويحات بروتين أميلويد بيتا وتشابكات بروتين تاو. تتراكم الأولى بين الخلايا العصبية وتتداخل مع التواصل العصبي، بينما تضر تشابكات تاو ببنية خلايا الدماغ.
ونتيجة لذلك، يبدأ تدمير الخلايا العصبية، ويمكن أن تتأثر العديد من الوظائف المعرفية والحركية، اعتمادًا على المنطقة المصابة. يؤدي هذا إلى انخفاض حجم الدماغ مما قد يؤدي إلى أعراض مثل فقدان الذاكرة والارتباك وصعوبة القيام بالمهام اليومية وتغيرات في الشخصية.
يلعب الالتهاب المزمن في الدماغ أيضا دورا مهما في تطور المرض. ومع موت الخلايا العصبية، يتقلص الدماغ وتتدهور الوظائف الإدراكية بشكل أكبر. في نهاية المطاف، يمكن لمرض الزهايمر أن يجعل الشخص يعتمد بشكل كامل على الرعاية.
علاج ووقاية جديدة
لسوء الحظ، لا يوجد حتى الآن علاج لمرض الزهايمر. حتى الآن، ركزت معظم العلاجات على مكافحة تكوين لويحات بروتين أميلويد بيتا، المفيدة في المراحل الأولى من المرض. ومع ذلك، حقق العلاج في الدراسة الجديدة تحسنا في الإدراك بغض النظر عن كمية بيتا أميلويد، لذلك يظهر العلاج إمكانية استعادة الوظائف المفقودة ومكافحة الالتهاب في الدماغ.
ووفقا لمنظمة الصحة، فإن عوامل خطر الإصابة بالزهايمر تشمل التاريخ العائلي وانخفاض مستوى التعليم. وهذا يدل على أن الأشخاص الذين يقومون بأنشطة فكرية أكثر تعقيدا يمكنهم مكافحة وتخفيف آثار المرض. لذلك، تتضمن اقتراحات الوقاية الحفاظ على نشاط الدماغ، من خلال القراءة، وممارسة الرياضة، والأنشطة الجماعية، والتفاعل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، يساعد تجنب التدخين وشرب الكحول. التشخيص المبكر مهم أيضا لتحسين نوعية الحياة.
وبحسب الدراسة، سيتم إجراء اختبارات جديدة على الحيوانات قبل بدء التجارب على البشر.