خواطر/معالي بن غزّي من حمّام الأغزاز تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس
كنت جالسا بالمقهى
حين أبصرتها قادمة من بعيد
تمشي باتّزان و رشاقة كأنّها دمية “باربي ”
أبدع في رسمها الصّانع الخلّاق
أهاجت قلبي
و أنا أتساءل
إن كانت ملاكا أم بشرا ؟
فستان قرمزيّ الّلون
ملتصق بجسدها
خدّان ورديّان
شفتان مكتنزتان
تعلوهما حمرة خفيفة
شعر يتماوج مع نسمات هذا الصّباح الصّيفي الجميل
كلما اقتربت منها
زادت رائحة عطرها المنعش
شدّت نظري إليها و هِمْتُ بجمالها
اختطفت أنظار كلّ من كانوا حولها
دخلتْ أمام دهشة الجميع
سحبت كرسيّا و جلست قبالتي قرب النّافذة
وضعت محفظتها الوردية على الطاولة
مسحت بيدها على فخذها الممتلئ وكأنها تنتظر شيئا ما
و أنا أنظر و أتابع حركة يدها المرتجفة وهي تسحب هاتفها
أمسكت بالهاتف
طلبت رقما
انتظرت لوقت قصير
ثم قطعت الخطّ
لم استمع لمكالمتها
لكنّني ادركت من ملامح وجهها
أنّها ليست بخير
لم أعد أحفل بكلّ من هم حولي
تهْتُ في ما أبدع الله من جمال
تهت في تلك البسمة
التي سرعان ما اختفت .
بقيتُ منبهرا بلمعان شعرها
و تفاصيل جسدها الجميل
وشفتيها
لفَحني عطرها من جديد
و اخترق مهجتي و احتلَّ كل كياني
عابثا بقلبي الولهان
بقيتُ أنظر و أستمتع .
قبل أن أسمع صوتا يناديني :
_ سيدي هل اقدّ لهم لك شيئا ؟؟ ”
لم أنتبه الى الصٌَوت لولا أنه تكرَّر للمرَّة الثّانية
وأضاف
قائلا ” هل أنت بخير ؟ سيّدي ؟؟؟”
حينها أدركت أنَّ النادل يخاطبني
و أنَّني لم أطلب شيئا لأشربه بعدُ
ربما لأنّني شربت….
و اكتفيت …
و أرويتُ منها عطشي
إعتذرت للنَّادل
وغادرت …
معالي بن غزي
تونس