د. ياسمين عبدالله.
مع حلول فصل الخريف، واقتراب فصل الشتاء، يشعر البعض بنوع من الاضطرابات العاطفية، والقلق، والتقلبات المزاجية. الأيام أقصر، والليالي أطول، والطقس يزداد برودة، البعض يشعر بالضيق لوداع أوقات الصيف الرائعة، والشمس الساطعة، وذكريات البحر والشاطئ، والبعض الأخر يقلقه استعداده للعودة إلى الدراسة أو ضغوط العملالأكاديمي،و يؤثر الاضطراب العاطفي الموسمي بكل أشكاله على الحياة اليومية، بما في ذلك المشاعر، والتفكير، والقدرة على ممارسة الأنشطة اليومية. وسنتناول في السطور التاليه،أسبابه، أعراضه،علاجه.
-اسباب اكتئاب الخريف:
– انخفاض ضوء الشمس نسبياً بفصل الخريف، قد يؤدي نقص ضوء الشمس إلى حدوث هذه الحالة لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بها.
-تغير الساعة البيولوجية:
يستخدم جسم الإنسان ضوء الشمس لتوقيت العديد من الوظائف الهامة، لذا عند انخفاض مستويات الضوء خلال فصل الخريف، يتغير إيقاع الساعة البيولوجي، تنظم هذه الساعة الداخلية المزاج، والنوم، والهرمونات، لذا فإن تعطيلها قد يسبب ظهور أعراض اكتئاب الخريف.
-اضطراب التوازن الكيميائي للدماغ:
تعرف المواد الكيميائية في الدماغ باسم الناقلات العصبية، ووظيفتها إرسال الاتصالات بين الأعصاب. تشمل هذه المواد الكيميائية مادة السيروتونين التي تساهم في الشعور بالسعادة، وترتبط بمسارات الدماغ التي تنظم الحالة المزاجية، ويساعد ضوء الشمس في تنظيم مادة السيروتونين، لذا فإن انخفاض أشعة الشمس في فصل الخريف، يمكنه التأثير على مستويات السيروتونين، مما يؤدي إلى تغيرات في المزاج، وخاصةً للأشخاص الذين لديهم بالفعل نشاط أقل من السيروتونين.
-نقص فيتامين د:
يتأثر السيروتونين أيضاً بنقص فيتامين د، نظراً لأن ضوء الشمس يساعد على إنتاج فيتامين د، وبالتالي فإن نقص فيتامين د الذي ينتج عن انخفاض ضوء الشمس في فصل الخريف، يمكن أن يؤثر على السيروتونين والحالة المزاجية.
-زيادة الميلاتونين:
الميلاتونين هو مادة كيميائية تؤثر على أنماط النوم، وتسبب النعاس. قد تؤدي قلة التعرض لضوء الشمس إلى زيادة إنتاج هرمون الميلاتونين لدى بعض الأشخاص بشكل أكثر من المعتاد، مما يسبب الشعور بالخمول والنعاس.
-التفكير السلبي:
غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق الموسمي، مثل اكتئاب الخريف من توتر، وقلق، وأفكار سلبية عن وقت الخريف وقرب فصل الشتاء.
-اعراض اكتئاب الخريف:
-قلق.
-حزن.
-الشعور بالتعب الشديد وانخفاض الطاقة.
-عدم القدرة على التركيز.
-الرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات وزيادة الوزن.
-مشاعر اليأس أو انعدام القيمة.
-مزيد من الرغبة بالوحدة والانعزال.
-الشعور بثقل بالأطراف.
– فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة، بما في ذلك الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.
-كثرة النوم وصعوبة في الاستيقاظ.
-خواطر الموت أو الانتحار.
علاج اكتئاب الخريف:
-العلاج بالضوء:
يركز هذا العلاج على التعرض إلى قدر أكبر من ضوء الشمس، لتعويض النقص في فيتامين د، ومادة السيروتونين، وهو السبب الرئيسي لحالة اكتئاب الخريف، لذا ينصح بالنوم باكراً والاستيقاظ باكراً، للاستمتاع بأشعة الشمس في الصباح.
-العلاج السلوكي المعرفي أو العلاج بالكلام:
يستهدف هذا النوع من العلاج العلاقات الإنسانية المحيطة، وتقديم المساعدة من المهنيين المختصين، والاستعانة بتجارب الأقارب والأصدقاء. يحقق العلاج السلوكي المعرفي تأثيرات إيجابية للغاية طويلة الأمد.
-ممارسة الرياضة:
دائماً الرياضة هي الحل الأمثل في جميع حالات الاضطرابات الصحية العقلية، يساعد الطقس المعتدل بفصل الخريف على التنزه خارجاً، والسير لمسافات طويلة، أو ركوب الدراجة، يمكن أيضاً البدء بممارسة رياضة جديدة، أو الانضمام إلى صالة الألعاب الرياضية.
-الأدوية المضادة للاكتئاب:
قد ينصح الطبيب ببعض الأدوية المعالجة للاكتئاب، حسب الحالة، يمكن أن يكون العلاج بالأدوية جنباً إلى جنب العلاج بالضوء.
-فيتامين د:
قد يساعد مكمل فيتامين د في تحسين الأعراض لحالة اكتئاب الخريف بشكل ملحوظ.
-القيام بأنشطة جديدة:
يمكن لإضافة نشاط جديد أو تغيير في الروتين اليومي، التخفيف كثيراً من حدة أعراض اكتئاب الخريف.