محمود سعيد برغش
لما حضر عبد الملك بن مروان الوفاه نظر الى غسان بجانب دمشق يلوي ثوبا بيده ثم يضرب به المغسله فقال عبد الملك ليتني كنت غسالا اكل من كسب يدي يوما بيوم ولم آل من امر الدنيا شيئا فبلغ ذلك ابا حازم فقال الحمد لله الذي جعلهم اذا حضرهم الموت يتمنون ما نحن فيه واذا حضرنا الموت لم نتمنى ما هم فيه
وقيل لعبد الملك بن مروان في مرض الذي مات فيه كيف تجدك يا امير المؤمنين
قال اجدني كما قال تعالى في سورة الأنعام – الآية 94
وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا … وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم …
وقالت فاطمه بنت عبد الملك بن مروان امراه عمر ابن عبد العزيز كنت اسمع عمر في مرضه الذي مات فيه يقول اللهم اخف عليهم موتي ولو ساعه من نهار فلما كان اليوم الذي قبض فيه خرجت من عنده فجلست في بيت اخر بيني
بيني وبينه باب وهو في قبه له فسمعته يقول
القصص – الآية 83
: تلك الدار الآخرة نجعل نعيمها للذين لا يريدون تكبرا عن الحقّ في الأرض وتجبرا عنه ولا فسادا. والعقبه للمتقين
ثم هدا فسعدت لا اسمع حركه ولا كلاما فقلت لوصيف له انظر انائم هو فلما دخل صاح فهو ثبت فاذا هو ميت
وروى انه لما ثقل عمر ابن عبد العزيز دعي له طبيب فلم نظر اليه قال ارى الرجل قدسقي السم ما فيش اداره طبيب هل احسست بذلك يا امير المؤمنين بذلك يا امير المؤمنين قال نعم قد عرفت ذلك حين وقع في بطني
قال الطبيب فتعالج يا امير المؤمنين فاني خاف ان تذهب نفسك
قال ربي خير مذهوب اليه والله لو علمت ان شفائي عند شحمته اذني ما رفعت يدي الى اذني فتناولته
اللهم خر لعمر في لقائك فلم يلبث الا اياما حتى مات
وقيل لما حضرته الوفاء بكى فقيل له ما يبكيك يا امير المؤمنين ابشر فقد احيا الله بك سننا واظهر بك عدلا فبكى ثم قال اليس اوقف اسال عن امر هذا القلق فوالله لو عدلت فيهم لخفت على نفسي ان لا تقوم بحجتها بين يدي الله الا ان يلقنها الله حجتها فكيف بكثير مما ضيعنا رفاضت عيناه فلم يلبس الا يسيرا حتى مات لما قرب وقت موته قال اجلسوني فاجلسوه فقال انا الذي امرتني فكسرت ونهيتني فعصيت ثلاث مرات ولكن لا اله الا الله ثم رفع راسه فاحدى النظر فقيل له في ذلك فقال اني لارى حضره ما هم بانس ولا جن ثم قبض رحمه ا