العالم بين يديك

رويدك أنجشة

71

د/ زمزم حسن

أنجشة هذا صحابي جليل، فاز بشرف الحداء والتغني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان يحدو بخير خلق الله ومن معه، رضي الله عنهم أجمعين، ومن عجيب أثر الصوت الحسن على الحيوان أن النوق تطرب لسماعه طربا يجعلها تحث السير وتقطع المسافات الطوال دون أن تحس بالتعب والإرهاق، فتمشي مشيا حثيثا يجعلها تهتز هزا شديدا
روى البخاري بسنده ‏عَنْ ‏أَبِي قِلَابَةَ ‏عَنْ ‏أَنَسٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏كَانَ فِي سَفَرٍ وَكَانَ غُلَامٌ يَحْدُو بِهِنَّ يُقَالُ لَهُ ‏أَنْجَشَةُ ‏فَقَالَ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏رُوَيْدَكَ يَا ‏أَنْجَشَةُ ‏سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ، ‏قَالَ ‏أَبُو قِلَابَةَ ‏يَعْنِي النِّسَاءَ… قال أبو عمر في الاستيعاب أنجشة العبد الأسود كان يسوق أو يقود بنساء النبي صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع وكان حسن الصوت وكان إذا حدا اعتنقت الإبل فقال يا أنجشة رويدك بالقوارير
فخاف صلى الله عليه وآله وسلم أن يزعج انبعاثُ الناقة للمشي النساء اللواتي على ظهورها، وتكلم هو بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه شفقة بهذا المخلوق الضعيف الذي قد يضر به هز الناقة أو يزعجه في هودجه.

ولا وجه لمن قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاف عليهن الافتتان بصوته وبشعره الذي فيه تشبيب بالنساء، فهو قول فيه رداءة ننزه عنها تلك الرفقة المباركة، ولو كان في ذلك فتنة وتشبيب بالنساء، لنهاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهيا شديدا، وليس بمستساغ أن ينشد رجل بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه كلاما فيه تشبيب وميوعة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات
%d مدونون معجبون بهذه: