القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

غريبة الروح

173

 

شعر /مراد بيال من فرنسا

متابعة عبدالله القطاري من تونس 

ذاتَ ليلة…

كنا غريْبَيَن….

وكلٌّ في وحدتهِ…

يفتشُ عن صديقٍ للبوح…

ويعدُّ النجوم….

التقينا بكلمة: مرحباً…

على أحد مقاعد الحديقة المهترئة…

عل أطراف تلك المدينة المهجورة

بقلبك المكسور…

وبأسفاركَ التي أتعبتكَ…

قلتَ لي: عيونك غريبة…

أجبتُ: بل هي حزينة…و غريبة الروح 

لا أجملَ من عينين غريبتين… قلتَ ..

لا أجملَ من العيون التائهة…

العيونُ الفاترة لا تُعشق…

العيون الغريبة تتوه…

حدثتني عن خيباتك

عن ضياعِ أحلامكَ الورديّة…

مع امرأةٍ ظننتَ حبَّها…

عن كلامِ صادقٍ قلتَهُ…

وذهبَ لقلبٍ كاذب …

عن كلامٍ يشبه الغيث…

حلَّ في أرضٍ جاحدة…

أردتَ البكاء…

لولا لحظةُ رجولة..حضرتْ وأسعفَتْكَ..

طردتَ يأسكَ وخذلانكَ…

بحروفٍ خمسة:

لا بأس….

أخبرتُكَ أنّي امرأةٌ ساذجة..

أنّي متروكة…على الرصيف

وأنّي بحثتُ عن شيءٍ ..

أقلّ اهتراءً مني…ليسندني

من السقوط

فلم أجدْ سوى هذا المقعد…

أعطيتُك همومي وعيوبي..

عربون أوّل لقاء….

تحدثنا…

عن ألفِ ياءِ حياتنا…

وأعلمتني أنّ عيوبي جميلةٌ…

وأنّي… أنّي بريئة…

أعلمتُكَ أنّكَ جميلُ الرُّوح..

وليلُ الشّتاءِ الطّويل…

اختصرَ وقتَ لقائنا…

خاننا..

وأخبرتُك أنْ حتّى الوقت يخون…

ويأتي بنا نحنُ البشر…

متأخرين عن بعضنا…

مرتْ ساعاتٌ بدقائقَ قليلة..

قلتَ: لو أنّكِ أنتِ…

ما كنتِ تركتني…

وسألتُكَ ما يُدريك…

وأجبتني: لديّ ثقافتي الخاصة…

بأصحابِ العيون الغريبة…

أردتُ القول: لو أنّكَ أنتَ…

لكنَّ كبرياءَ أنوثتي منعني…

وخفتُ سرعة البوح…

بكلماتٍ أغلى من كلمةِ “مرحبا”

و بشعور يشبه تلاطم موجتين

انتهى اللقاء…

وغريبا الليل…

ما عادا غريبين…

ذات ليلة…

التقينا…وكنا…

كنا غريبين…

و ما عدنا بعد ذلك اللقاء 

بل أصبحنا حبيبين

انا مجنونتك 

و انت أصبحت الساكن

بين الوريدين

قد يعجبك ايضا
تعليقات