العالم بين يديك

صاحب السيادة هو بائع الطعمية ج1

108

إعداد و تقديم _ علــــي شعلان .

– ” هات يا صعيدي 2 محشية و 3 سادة “
” الله يباركلك مستعجل يا صعيدي “
” يا صعيدي ، يا صعيدي ، يا صعيدي ” .
كلمات و لكمات بين الزبائن تصدر الضجيج عند احدي المحلات الشعبية المصرية الأصيلة ، ينتظرون دورهم أمام بائع الطعمية .
نقف جميعا منتظرين البت في أمورنا من ” الصعيدي ” و هو ” صانع القراطيس و موزعها بالإضافة إلي أنه محصل ثمنها مقدماً من الناس” .
يقف بجانبي ” الموظف الغلبان ، الغالب عليه ترف النعيم ، السيدة كريز ، أم فتحي ، اللي لابس كستور ، و اللي مش لابس حاجة خالص (معدوم الستر ) ” !! .
كله بيتراضي ، و كله هيمشي مبسوط عدا الخجول ( ده محتاج بحة عويصة تتجلجل أمامه و تُناطح بحات المواطنين الآخرين ليأخذ حقه ) .
يصمت الجميع أحتراماً و تقديراً للعجينة أمام مهارة الصنايعي و حرفنته في رمي العجينة في طشات الزيت كرمي عجينة الزلابية .
ثم تتجه جميع الأنظار مُتعلق بها الآمال و الصيحات ، متوقف معه الزمن الكمي أمام ” عم أحمد ” أو كما يدعوه ” الصعيدي” .
“الصعيدي” هو صاحب السيادة و القرار أمام طاسة الطعمية ، بيده يحدد من يأخذ و من ينتظر و من يمشي و من يبيع له .
فهو الراعي و نحنُ الرعية ،هو المسؤول و نحنُ السائل ، هو رب و نحنُ الأسرة ، نتحرك برهن إشارته ، و ننتظر برهن قراره .
الغريب الذي نتوقف عنده ملياً ، أنه عند إنتهاء عمله ، و ممارسة حياته الطبيعية يتحول من صاحب السيادة إلي صاحب الحاجة ، الهالة و التفخيم و الإهتمام سابقاً توقف بإنقضاء
الناس منه ، و إعراضهم عنه نتيجة مترتبة بعدها .
و هذه هي الدنيا كُل منَّا لديه ما سيقدمه إلي عباد لله .
فيصبح صاحب السيادة ثم يأخذ دور مع أصحاب الحاجة و هكذا .
فمن منَّا يتميز بوظيفة أو موقع يجعلنا طاووس فوق الناس ؟! .
من الممكن أو الحتمي وجود الطبقية الوظيفية و مرجعيتها في مدي إحتياج الناس للخدمة و ندرة من يقدمها .
هما المعياريين لهذا التصنيف بين الناس .
و أقول في هذا : لا يهم كثيراً هذا الأمر ، فالجميع صاحب اللقطة ، كُل واحد صاحب السيادة في موقعه الوظيفي ” عامل ، موظف ، صاحب تجارة ،… إلخ ” ، إذن الجميع_بالنسبة لي_ سواء!! .
في الختام ، للأسف الجميع أعرض عنك يا “صعيدي” ، بعد إنقضاء حاجتهم عندك إلا أنا .
أنا الوحيد اللي ذكرتك بمقالة خاصة عنك فقط و عملتلك دعاية خاصة ، اتمني بقي تتوصي شوية بالقرطاس بتاعي و تحطهولي صابح ! .
و اتوصي بالخجول يا عم أحمد شويتين ، ده الوحيد اللي فينا غلبان !!.

قد يعجبك ايضا
تعليقات
%d