كتبت/ رانده حسن..أخصائي نفسي
الأكيد هنا ليس مقصدى التسول المادى (الشحاتة) التى نراها فى الطرق والشوارع من بعض الفئات العمرية المختلفة وإشارات المرور والسيارات والمحلات والشوارع، لا بنقصنا إلا أن يطرقوا الأبواب.
لكن مفصدى هو التسول المعنوى ، الطبيعة البشرية التى فطر الناس عليها مليئة بالحب والحنان والعطف والعطاء ، ولكن هناك من يبخل ولا يعطيها ، فيكون لدى الآخرين الذين يعيشون ويتعاملون مع هؤلاء البخلاء الإحتياج لتلك هذه المشاعر إحتياج كبير لدرجة قد تكون فى بعض الأحيان مرضية .
*فنجد أن هناك من يتسول الحب من زوجته التى لا تغدقه لا بكلمات حنونة ورقيقة ولا مشاعر الحب بينهما ، فقد يهاديها وينفق كثيرا عليها كى تسمعه بعض منها تلبية لرغبة داخلية لاحتياجه ليشعر بالحب والحنان عليه .
*هناك من يتسول الحب والرعاية والاهتمام من والديه اللذان هما غارقان فى الحياة المادية وتوفير المادة فقط ، أننى لا أقول إنها غير هامة بل هى ضرورة من اهم ضرورات الحياة ، ولكن أيضا الشعور بالجوع الشديد لمثل هذه المشاعر التى تملىء كيان الإنسان المعنوى بأن هناك من يحبه ويهتم به مهمة أيضا خاصة إذا كانوا صغار ولا تهمهم أو لا يقدروا الأمور المادية ، فيعملوا جاهدين لتوفير فرص يشعروا من خلالها بالحب والحنان والعطف من والديهم.
*وهناك من يتسول الحب والحنان من الاصدقاء أو صديق /صديقة ،بل قد ينفق عليه حتى يظل معه لأنه عندما بنفق يشعره بالحب والاهتمام ، وهنا أرخص وأقل المشاعر لأنها تشترى ،وعند التوقف عن الإنفاق نجده قد لاذ بالفرار ويذهب إلى غيره لينفق عليه .
*ومن يتسول حب الأولاد نعم حب أولاده سواء أكان الأب أو الأم ، لم يكن في الحسبان أن الأولاد عندما تكبر لن يراعو الوالدين وهنا تحديدا الكلام عن الأهل التى لا تراعى الأولاد سواء الإثنان أو أحد منهم ، لم يضعوا فى حساباتهم أن ما يزرعوه فى الصغر و يتم حصاده عند الكبر ، فإذا زرعتم حب وحنان ورعاية واهتمام ستجنوا أولاد بارين بكم ، بينما إذا زرعت القسوة والبعد والاهمال ستجنى التسول ، منهم إحساس للاهتمام أو السؤال عنهم أو الإتصال او مجرد كلمة منهم …جزاء مازرعت
وهكذا هو التسول المعنوى إن غريزة الإنسان ليست مادية فقط ولكنها أيضا معنوية ولديها الكثير والكثير من المشاعر التى تتنوع بين حب وكره وغيرة واهتمام ورعاية وحنان وعطف وقسوة….. إلخ
رجاء من القلب…كن منفقا لمشاعر الود والحب والحنان والعطف للآخرين ستجنى حبا ورحمة ورعاية وحنان ورقة عليك
(كما قيل : ماتقدمه اليوم ستحصده غدا)