بقلم/ سالي جابر
الكاتب: د. عمرو عبد الحميد
تصنيف الرواية: خيال علمي
الصفحات: 271 صفحة
إصدار: عصير الكتب للنشر والتوزيع
عام: 2021
أحداث الرواية:
تدور الرواية في المستقبل البعيد 2321- 2338 تتحدث عن جائحة أصابت المجتمع في ذلك الوقت؛ وهي إصابة كل الإناث المولودات حديئًا بسرطان الرحم، إلى أن ولدت فتاة برحم سليم وكانت ترتدي قميص ذو ياقة زرقاء؛ فتم تسمية الإناث المولودات برحم سليم( الخلية الزرقاء) ومن وقت تلك الجائحة إنصب الاهتمام على الحفاظ على البشرية، وتحولت الوزارات إلى وزارة الإنجاب العالمية، ووزارة الداخلية وأمن المؤقتات، وبنك التخصيب الدولي.
كانت وظيفة المؤقت توصيل الشخص ببنك التخصيب الدولي، وتحديد متى يستلم طفله من مخفر الشرطة.
وكان الحمل يحدث من خلال زرع الجنين داخل رحم الخلية الزرقاء، وكان لكل أسرة طفلين فقط الفرق بينهما ثماني سنوات، وتحول الأمر إلى ثواب وعقاب؛ إما بزيادة أو تقليل المؤقت، أو الحرمان من الإنجاب، أو الحصول على طفل آخر، أما الأسر التي ترزق بخلية زرقاء لها العديد من الامتيازات؛ تعويضًا لهم عن تسليم ابنتهم لبنك التخصيب عندما تكمل عمرها السادس عشر.
بدأت الرواية بأسرة مكونة من ثلاثة أشخاص( أم وأب وطفلة) يستقبلون طفلتهم ذات الخلية الزرقاء، يعانون ألم الفقد لفقدانهم ابنتهم سوزان بعد ستة عشر عامًا، انحبوا طفلهم الثالث يونس الذي تعلق تعليقًا شديدًا بأخته سوزان.
اللغة: السرد باللغة العربية الفصحى مع بعض التراكيب اللغوية والمظاهر الجمالية.
الحوار: كان الحوار جيد جدًا بين الشخصيات، لكن كان أحيانًا مفتعلًا.
الشخصيات: عدد محدود من الشخصيات أهمهم ليلى والتي كانت تدور أحداث الرواية على لسانها، بالرغم من أن الرواية لم تسلط الضوء كثيرًا على سوزان( الخلية الزرقاء) لكن وضع الكاتب أبعاد الشخصيات بحرافية شديدة.
البعد الشكلي للشخصيات: مع بداية ذكر كل شخصية، كان الكاتب يحدد شكل تلك الشخصية في بساطة وإيجاز.
البعد النفسي للشخصية: حدد الكاتب ما تعاني كل شخصية من المشاعر تحديدًا دقيقًا.
إيقاع الرواية: في بداية الرواية كان الإيقاع يسير بشكل جيد جدًا، ثم توالت الأحداث سريعًا،. لكن مع نهاية كل فصل كان الكاتب يضع جملة مشوقة جدا لتتابع الأحداث، وعمل تصارع للأحداث.
الوصف: شبه منعدم؛ ربما ذلك لأن الرواية كانت في المستقبل، ولم يكن للكاتب أن يصف الطرق، الشوارع، السيارات، والملابس لأنها ذُكرت كثيرًا ولم يستطع إضافة وصف جديد، ربما لأن الجائحة التي أصابت المجتمع تهدد بقائه وبالتالي لا يهم وصف الأشياء هنا.
أكثر ما يجذب القارئ في تلك الرواية هو دور ليلى التي يقتنع الجميع وتقتنع هي نفسها بأنها حمقاء، لكنها استطاعت وضع خطة محكمة لإنقاذ المجتمع، ربما وحدتها وحزنها الدائم، ربما رغبتها في الحفاظ على أسرتها، لكنها نجحت في النهاية وكما قال عنها أحد الشخصيات:” أجمل حمقاء”
حين قرأتي للرواية كنت أتساءل كيف يصنع الكاتب من تلك الشخصية المندفعة، الحمقاء، التي تفعل ما يجول ببالها دون النظر للنتائج بطلة؟ لكن تدرج مشاعر الشخصية حولها بالفعل إلى بطلة.
تقييم الرواية: جيدًا جدًا
صورة الغلاف وعنوان الرواية:
للغلاف فلسفة في وضعه واختياره، وله أهميته الكبرى في بناء الرواية، وما الصورة إلا ترجمة له، والحالة النفسية والاجتماعية التي تعيشها الشخصية في واقعها الاجتماعي.
والغلاف هنا عبارة عن صندوق يصل بالبريد به فتحة لعيون طفل خائف، وهو بالفعل يمثل حالة الخلية الزرقاء التي يتم استلامها عن طريق المخفر،. وتظل طيلة حياتها خائفة.
اقتباسات:
• في بعض الأحيان يكون إجبارك على خيار واحد أفضل من وجود عدة خيارات تجعل حياتك أضعاف مضاعفة.
• جميعهم ما أن ينضجوا ويفهموا معنى رؤية الأمور من كل الزوايا… تصبح كثيرًا من أفكارهم قابلة للتغيير
• من نعم الله علينا أننا نعتاد الألم مع الوقت.
• بات الأمر كأنك تلعب مباراة للملاكمة والوقت ينفد منك وليس أمامك سوى ضربة واحدة…إما أن تكون القاضية وإما تخسر كل شيء.
• إن أعظم الانتصارات لطالما بُنيت على أصغر التفاصيل.
• العايلة تأتي أولًا رغم كل شيء.
منذ متى والغايات الكبرى لا تحتاج إلى أعظم التضحيات ؟!
• يجب على المرء الاستفادة القصوى من أي قصور لديه.
• لطالما خلقت الظروف الصعبة أعز الأصدقاء