شعر /دنياس عليلة من قربة نابل
متابعة عبدالله القطاري من تونس
أكتب على ورق يمتص عاطفة اللغة
أسوار عالية من المجاز و الإستعارة تسيج خيبتي
فوانيس أزلية شبه مطفأة تخفي حكمتي
لطالما أغرتني النجوم الساقطة
في الهزيع الأخير من الليل
لطالما احتفلتُ معها بالوداع اللأخير
في هدوء مقيت
بآخر قطرة للمعنى
نزفتها الشموع
أمزج محبرتي ..
لا يوجد في الشمع
ما يكفي لسفك دم الحب على القصيدة
لا يوجد في الشمع
ما يحجب
أفقا سماويا محملا ببريد إلى الله…
لا يوجد في الشمع
ما يجرني طيّعة
إلى شهقة البدايات
إلى الدمع المكتظ على عتبات الحنين
إلى رجفة القبلات الهائمة المضمخة بعبق الذكريات
إلى براءة الورود النائمة في صفاء خلوتها وسط الغبار
إلى الصخور اللينة المنخدعة بطراوة العشب…
امرأة رمادية الملامح
تقف على عتبة القصيد
تدق أجراسا غامضة
معلقة على بابي بوضوح
تترقب دمعتين
علقتا ببياض قلبي المكسور
تخبئ وراء ظهرها
حزمة أسئلة و الكثير من الحماقات…
تمد بصرها إلى أشيائي الثمينة
لتقطف منها بكارة الضوء
فلا تدركها يدها المغلولة …
كانت تلبس وجه الليل
تقحم نفسها
في وحدتي المزدحمة
تهلوس سرا لمراياي
تبادلها بعض الرموز
تعلمها طقوس البكاء
لسانها لاينطق
إلا من تراتيل طيف
حربائي الرؤى
مغبش البصيرة
غرابين سود تطوقه
تتقاتل على ما تناثر فوق رأسه
من بذور الشك
حتى يغمى عليه
وينصرف بلا صدى…
أودعه
كمن يودع
رغبة متكتمة تنتفض بحذر
أو شعورا فارها
ينتعل كعبا عاليا
من الخذلان
أفتح الباب لسذاجة فطنة
عانقت ظلام الكون
و أغرق
في دهشة الضوء و الألوان…
لا قلب يغفر للعشق زلاته إن أصيب النبض بالعمى
ذاكرة الوقت لن تغفر للوقت
تماديه في صناعة ساعات من عدم
أغنية المسافر لن تغفر للمسافر إقامته المطولة
عند أبواب قيامة مفتوحة الإحتمالات…
حتى الليل لن يغفر لسواده بقاءه الزائد عن حاجة البقاء…
تقول القصيدة أنها ليست بخير
خدوش تحت جلدها قد لا تلتئم
كلام ضوئي بعينيها قد ينطفئ…
بينما أبتسم أنا خارج النص
و أمضي بسلام…
أعود إلى حيث تركتُني
بكل ما خزنت من ضوء
رقصات الصباح
منارة تطل على العابرين
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية