القاهرية
العالم بين يديك

هشاشة قلب

342

بقلم م _ نُسيلة عبدالله

عندما كنت طفلة، كنت طفلة صامتة أغلب الوقت، طفلة هادئة مستكينة، لا تثير الشغب، ولا تزعج الجميع بصراخها وبكائها..
أعتقد أن الجميع كان يقدّر لي ذلك ويكافئني عليه، لكنني كنت أستاء منه..

عندما كبرت قليلًا كنت شخص حسّاس، هشّ المشاعر، أخبرني الجميع أنني “حساسة زيادة عن اللزوم” وكانت النصيحة الدائمة “متاخديش كل حاجة على أعصابك”

والآن..
بعد قليل من التجارب وكثير من النُضج، أصبحت الشخص الذي لا يأخذ كل شئ على أعصابه ولكن على قلبه، فأصبحت كل ذلك، أصبحت الطفلة الصامتة، والفتاة الحساسة والشخصية التي تدمع عيناها ويدمى قلبها لأتفه الأسباب، حتى لو كان مشهد تراجيدي عابر لا يؤثر حتى في القائمين عليه..

اليوم أنا شخص حاد، عصبي مع الجميع، ويبكي بشدة في عزلته، يبكي على ما مضى، وخوف مما هو آت، يبكي على هشاشته، يبكي لأنه كان يعتقد أن المشقة في الطريق لا في قلبه، ولكنه أدرك مؤخرًا أن المشقة في قلبه، وعقله، وفي الطريق..

ورغم محاولات التقمص الكثيرة لأبدو شخص قاسي ولكنها باءت جميعها بالفشل، فبرغم كل ذلك إلا أن كل الأشياء تقسو.. تقسو بشدة..

قد يعجبك ايضا
تعليقات