بقلم/ السيد عيد
تخيّل أن في هاتفك المحمول تطبيقاً تستطيع من خلاله
استخدام صوت مطرب مشهور أو مطربة مشهورة لغناء أغنية شهيرة. من قبل فنان آخر بهدف السخرية يغنون أغنية بقصد الإضحاك، بل ببركة الذكاء الاصطناعي تحقق هذا الأمر لمن يتقنون استخدامه، وبعد فترة قريبة جداً سيصبح متاحاً في جوالاتنا مجاناً، فيستطيع الصغير والكبير استخدامه بسهولة كما يستخدم أي تطبيق دون الالتفات إلى حقوق الملكية الفكرية والجهد والفكر وتقدير الإبداع. من أنتج الأغنية الأصلية للنور أم للفنان الذي قدم الأغنية الأصلية؟
فتسمع مثلاً عبد الحليم حافظ يغني «بنت الجيران» لحسن شاكوش، أو أم كلثوم لتؤدي اغنية « بوس الواوا» لهيفاء وهبي
هل كلمات هذه الأغاني مع كل التقدير لمؤلفها، ترتقى لمستوى كلمات أي أغنية من أغاني عبد الحليم وأم كلثوم هل مؤلفين هذه الأغاني قامات مثل أمير الشعراء أحمد شوقي أو أحمد رامي، أو أبو فراس الحمداني.. الاجابة بالطبع لا ترتقي لمستوي كلمات أغاني الطرب الاصيل للزمن الجميل .
ناقوس خطر كبير يدق ويعبر عن فوضى عارمة ستصيب ميراثنا الموسيقي،استنساخ الأصوات للمطربين لايتعلق فقط بالتراث الفني والعاطفي بل وصل الي مايحمل أحاسيس الفنان الحقيقي وانفعالاته وهو يغني بالإضافة الي انها ستقضي علي مهن كاملة دون مسائلة قانونية فهناك جانب يتعلق بحقوق الصوت نفسه مع القضاء علي مهنة الموزع الموسيقي عن طريق الاستعانة ببرنامج موزع موسيقي مجاني يخشون أن الذكاء الاصطناعي سيحل محلهم في يوم من الأيام ويجبرهم على التقاعد.
أنا لست ضد التكنولوجيا ولا ضد التنمية والابتكار . بل أرى أن الذكاء الاصطناعي يمثل قفزة كبيرة في مسيرة الإنسانية. آمل فقط أن يترك لنا شيئًا كما هو، الواجب الأخلاقي قبل القانوني يستلزم عدم المُضي قُدما في هذا التشويه لفن أصيل من الزمن الجميل، نفتقده في زمننا الرديء