بقلم د.إسلام إسماعيل أبوزيد
وتطلق لفظة “تاريخ تارة على الماضي البشري ذاته، وتارة على الجهد المبذول لمعرفة الماضي ورواية أخباره,أما الحضارة فيتضمن معنيين، فقد يعني فكرة التقدم البشري بصفة عامة، وقد يعني طريقة من طرق العيش في مجال جغرافي محدد، ويعرفها تايلور Tylor إنها ذلك الكل المركب الذي يحتوي على المعرفة والمعتقد والفن والخلقيات والقانون والعادات وكل قدرات واعتيادات أخرى يكتسبها الإنسان كعضو في مجتمع. (هاري بازنر، 1987).
الفرق بين التاريخ والحضارة.
التاريخ هو الحضارة في أحد معانيه؛ فالتاريخ يحمل قصة الإنسان في الكون، ورحلته عبر الزمان، وهي رحلة ما تزال مستمرة حيث كانت خطوات الإنسان الأولى في مسيرته التاريخية هي نفسها خطواته الأولى في محاولة بناء الحضارة؛ ولهذا السبب كانت رحلة الإنسان، ورحلة تاريخه، ورحلة حضارته واحدة.
– وترتبط الحضارة بالتاريخ ارتباطا وثيقا، لأن الحضارة نشأت نشأة تاريخية وولدت من باطن علم التاريخ, وإذا كان أي إنجاز حضاري يحتاج إلى زمن لإتمامه, فإن الزمن عنصر أساسي من عناصر التاريخ. هذا بالإضافة إلى أن كليهما يهتم بالتجربة الإنسانية. (روجي غارودي، 1986).
– يتفق المؤرخون اليوم على اختلاف مدراسهم على أن موضوع التاريخ هو دراسة التجربة الإنسانية على وجه الأرض منذ ظهور الإنسان على هذا الكوكب إلى يومنا هذا، أما الحضارة في حقيقتها هي حالة عقلية ونفسية قبل أن تكون حقيقة واقعة، فالإنسان البدائي مثلا انتقل بعقله من العصر الحجري القديم إلى العصر الحجري الحديث؛ عندما تصور في ذهنه أنه يستطيع أن يصنع قطعة حجر على شكل قاطعة تكون أعون له في الصيد من الحجر العادي.