نهاد عادل
سنوات من الدراسة بالمدارس والجامعات يقطعها الطلاب والباحثون للحصول على شهادة جامعية بينما يمكن لشخص لم يدرس ليوم واحد أن يحصل على شهادة جامعية فساكونيا من كبرى الجامعات .
لا علاقة للمقال بمن حصلوا على شهادة الدكتوراة بالدراسة والعمل الدؤوب والبحث والعناء من جامعة معترف بها ولا علاقة للمقال بالشخصيات التي منحت دكتوراة فخرية من قبل جامعات عربية او عالمية تكريما لانجازاتهم الاكاديمية او الدبلوماسية او العسكرية او اعترافا بخدماتهم للانسانية والعلوم والمجتمع والسلام في العالم. لكن المقال يسلط الضوءعلى ظاهرة انتحال لقب الدكتور بدون مؤهل حقيقي لكسب الاحترام في المجتمع.
هذا يقودنا الى الاستنتاج عن تواجد آلاف من الاشخاص ينتحلون صفة الدكتور دون حق ودون مؤهل. فالهدف الرئيسي من انتحال الصفة هي لكي يحظى المنتحل باحترام وتقدير لا يستحقه وربما يحصل على عمل ليس مؤهلا للقيام به. فقد رأيتهم يحملون هذا اللقب في رؤؤسهم فقط وعلى كارت البزنس وعندما تسأل احدهم عن موضوع التخصص واسم الجامعة يتلعثم ولا يعطيك جوابا واضحا وتستنتج انه زائف. ثم تقابل آخر وبعد فترة من الاحتكاك تكتشف انه لم يقرأ جريدة بحياته ولم ينفق جنيه على كتاب وليس لديه اي فكرة عما يحدث على الساحة سوى ما يسمعه من هنا وهناك او من اخبار التليفزيون ويقول انه دكتور.
فلا تنخدع اذا جاءك شخص يحمل بطاقة تقول الدكتور كذا او كذا او يقدم نفسه لك بهذه الصفة. وثمة آخر يزعل اذا اشير اليه بالاستاذ او السيد المحترم بل يريد تشديد كلمة الدكتور لكي يطمئن نفسه انه ذو قيمة ويجب احترامه مما يجعل المرء يشك في شهادته. هؤلاء في واقع الأمر يعانوا من نقص او عجز ما في شخصيتهم.
فقد تمثل هذه الظاهرة خطورة على المجتمع بان المجتمع تشيع فيه فوضى للشهادات وهي غريبة جدًا ومثل هذه الشهادات عندما تنتشر في المجتمع وينجح حاملها في أن يحصل على مكان فأنه يقوم بإزاحة للكفاءات الوطنية من هذه المزاحمات وإفساد عملية التعليم.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية