القاهرية
العالم بين يديك

التوكل على الله تعالى

1٬462

بقلم_ حسن محمود الشريف

التوكل هو تفويض الله تعالى، والاعتماد عليه، والثقة به، والالتجاء إليه في السراء، والضراء، وفي المنشط المكره، وعند الشدة والرخاء، وعند الدخول والخروج، والنوم والاستيقاظ، وفي السعي والحركة.
وهو الاستعانة بالله وتفويضه في قضاء الأمور.
واعلم أن التوكل غير التواكل، فالأول طبعٌ محمودٌ، والثاني مذموم بل مكروهٌ.
ولقد ذكر الله تعالى التوكل فى ايات من كتابه قال تعالى
ورد في سورة الفاتحة ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ۝٥﴾
ورد في سورة آل عمران ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ۝١٥٩﴾
ورد في سورة آل عمران ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ۝١٦٠﴾
ورد في سورة آل عمران ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ۝١٧٣﴾
﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ۝١٧٤﴾ [آل عمران:174]
ورد في سورة المائدة ﴿قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝٢٣﴾
ورد في سورة التوبة ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ۝٤٠﴾
ورد في سورة الأنفال ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ۝٢﴾
ورد في سورة الفرقان ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ۝٥٨﴾
قال الله تعالى: فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا.
وفي الحديث عن عمربن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لو أنكم توكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصا وتروح بطانا.حديث صحيح
وقال سعيد بن جبير: التوكل جماع الإيمان.
وكان إسحاق بن عباد البصري نائماً،فرأى في منامه قائلاً يقول له:أغِثِ الملهوف.
فاستيقظ فسأل:هل في جيرانه محتاج؟
قالوا:ماندري؟
ثم نام فأتاه ثانياً وثالثاً، فقال له: أتنام ولم تُغِثِ الملهوف؟
فقام وأخذ معه ثلاثمائة درهم، ورَكِبَ بغله فخرج إلى المسجد فإذا رجلٌ يُصلَّي
فلما أحسَّ به انصرف فدنا منه، فقال له : يا عبد الله، في هذا الوقت؟، في هذا الموضع؟، ما أخرجك؟
– قال: أنا رجلٌ كان رأس مالي مائة درهم، فذهبت من يدي، ولزمني دينٌ مائتا درهم.
– فأخرج له الدراهم، وقال: هذه ثلاثمائة درهم خُذها
– فأخذها ثُمَّ قال له: أتعرفني؟
– قال: لا.
– قال له :
أنا إسحاق بن عباد، فإن نابتك نائبة فأتني فإنَّ منزلي في موضع كذا.
– فقال: رَحِمَكَ اللَّه، إِن نَابَتنَا نَائِبَةٌ، فَزِعنَا إِلَى مَن أَخرَجَكَ فِي هَذَا الْوَقتِ، حَتَّى جَاءَ بِكَ إِلَينَا.
بعد كل ذلك تذهب وتلجأ لغير الله
اقبل علي ربك فهو الذى من توكل عليه كفاه ومن طلب منه أعطاه.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا حسن التوكل عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات