بقلم – عبدالمجيد هاني
يرى بعض الفلاسفة مفهوم الحقيقة على أنه بسيط وأساسي وغير قابل للتفسير بأي شكل يُسهّل فهمه أكثر من مفهوم الحقيقة نفسه. ينظر البعض إلى الحقيقة على أنها تناسب بين افتراض وواقع مستقل، في ما يسمى أحيانا نظرية التوافق للحقيقه ولكن خُلق البشر لقول الحقيقة، والصدق، ومحاربة الفساد، والتمتّع بالصفات الحسنة، والقلب الحسن، لذا يجب عليهم أن يمارسوا هذه الصفات بشكل يوميّ في مناحي الحياة اليوميّة، إلى جانب العمل على تعليمها للأطفال، فالحقيقة وقول الصدق تعالج الفساد، والدمار، على عكس الكذب الذي يأكل الروح، ويجعل من صاحب الكذبة يعيش في سجن أكاذيبه، ليصبح عبداً لها تلقائياً، كما وتسبّب استنفاد الطاقة من الجسم، بينما تعطي الحقيقة الحرية، والطاقة للعقل، والجسد، والروح.وهناك عده حقائق وهي .الحقائق الحسابية: هي من أبسط الحقائق، وتعتبر أكثرها توكيداً في الحقائق المعروفة، ومن أبسط الأمثلة عليها: المعادلات الحسابية. الحقائق الهندسية: كما الحقائق الحسابية، تعتبر الحقائق الهندسيّة من الحقائق المؤكّدة، وهي قريبة جداً من الحقائق الحسابية، ويعبّر عنها عادةً بالأرقام التي تعطي بيانات عن العلاقات المكانية، فالهندسة عبارة عن دراسة الفضاء الفيزيائي من حولنا، ومن الأمثلة عليها: نظرية فيثاغورس. الحقائق المنطقية (التحليلية): هي عبارة عن تصريحات حقيقية تقدّم من خلال تحليل المصطلح الذي يستخدم، حيث يمكن الحكم على بعض التصريحات بأنّها حقيقية من خلال تحليل الكلمات المستخدمة فيها. الحقائق الاصطناعية: هي الحقائق التي لا يمكن معرفة صحتها من خلال القيام بعمليات حسابية، أو بتحليل الكلمات، وإنّما بتقديم معلومات جديدة لم تكن معروفة سابقاً للمتلقّي، ويعتبر هذا النوع من الحقائق مثير للاهتمام، كونها تُعلّم أموراً جديدة عن العالم، ولكن تكمن خطورة هذه الحقائق في إمكانية أن تكون المعلومات خاطئة. الحقائق الأخلاقية: تعتبر الحقائق الأخلاقية استثنائية بعض الشيء، وذلك بسبب عدم وضوح فيما إذا كان الشيء موجوداً أصلاً، ويعتقد أغلب البشر بالحقائق الأخلاقيّة، على الرغم من أنّه موضوع متنازع عليه بشدة في الفلسفة الأخلاقية، فحتى لو كانت الحقائق الأخلاقية موجودة فعلاً، إلا أنّ التعبير عنها يتمّ بطريقة معيارية، كما تكون معبّرة عن الأمور التي قد يكون عليها العالم في المستقبل، وليس عن الأمور التي تحدث في الوقت الحالي.في كثير من الأحيان، يؤدي سوء الفهم في التفريق بين الحقيقة والنظرية إلى المغالطة في البلاغة، حيث سيقول شخص ما أن دعوته أو دعوتها واقعية بينما يدعي خصمه أنها مجرد نظرية. فمثل هذه التصريحات تشير إلى الارتباك في معاني كل الكلمات، مما يشير إلى أن المتكلم يعتقد أن الحقيقة تعني «الصدق» والنظرية تعني «التكهن».إن تأكيدات الحقيقة لها قيمة عملية كبيرة في اللغة البشرية حيث تسمح لنا بتأييد موضوع بقوة أو التشكيك بالادعاءات التي يقدمها الآخرون أو التأكد من صحة أو زيف الكلام، أو إتاحة إمكانية التعبير عن التأثيرات الكلامية بطرق غير مباشرة. سيبدأ الأفراد أو المجتمعات في وقت ما بالمعاقبة على الكلام الخاطئ لرد علي الأكاذيب.في ختام مقالنا نستنتج أن التطورات التي عرفها العلم كانت لها إنعكاسات على تصور الفلاسفة هوم الحقيقة حيث ظهرت فلسفات تؤكد أن الحقيقة مطلقة واضحة خاصة ماتعلق بأمور الدين.
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية