القاهرية
العالم بين يديك

كيف يتطور المعلم للنهوض بالعملية التعليمية لمواكبة العصر ؟

502

 

كتبت _نهال يونس

يحتاج المعلّم في العصر التكنولوجيّ إلى مجموعة من المهارات الحديثة، والتي باتت تمثّل مدخلًا أساسيًّا للتكيف مع طبيعة مجتمعات المعرفة، والتحول الرقمي ّ، وثقافة التعامل الإلكترونيّ كالتشجيع على تعلّم اللغة الإنجليزية أو لغات أخرى مثلًا، لما في ذلك من أثر كبير في توسيع المدارك المعرفيّة والانفتاح على تجارب وثقافات ومفاهيم جديدة، يكون لها أبلغ الأثر في تنمية الأداء التعليميّ والمهنيّ للمعلّم.
، ومحاربة الروتين الذي يتخبّط به، من أجل تحسين مستواه باستمرار” ، فضلًا عن التفاعل الناجح مع مجتمعه، بالاعتماد على نفسه والثقة بقدراته في عمليّة النهوض بذاته

نظرًا لتسارع وتيرة التطوّر الرقميّ والتكنولوجيّ، وعدم قدرة المنظّمات الحديثة على مواكبة التحدّيات المحيطة بها واستيعابها بوسائلها وجهودها الذاتيّة، يعدّ التطوير الذاتيّ وتحسين الكفاءات المستمرّ، وامتلاك المهارات الحديثة والمعرفة المتطوّرة في العمل، أنسب المداخل إلى تنمية أداء الموارد البشرية، والإفادة من حجم التدفّقات المعرفيّة وكمّيّة المعلومات والتحديثات الطارئة على مستوى النسق العالميّ بوتيرة متسارعة ومكثفة

ولكي يسهم أسلوب التطوير الذاتيّ في تنمية المهارة التعليميّة لدى المعلّم، وتحقيق جودة الأداء المهنيّ للمؤسّسات التعليميّة، لا بدّ من توافر المقومّات الآتية:

دعم القيادة الإداريّة العليا وتحفيزها ، توفّر وعي المعلّم ،ورغبته الذاتيّة بالتجديد ، تنمية توجّهات المعلّمين الإيجابيّة وتحفيزهم على روح المبادرة ، تعزيز ثقافة التحسين المستمرّ في الوسط الوظيفيّ، تبنّي أسلوب إدارة التغيير وإشاعة ثقافة المشاركة والعمل الجماعيّ ، تخصيص تحفيزات معتبَرة وفعّالة لكلّ معلّم يواصل تكوينًا ذاتيًّا في أيّ تخصّص علميّ أو مهنيّ.

ينبغي على إدارة المؤسّسات التعليميّة أن تتيح للمعلمين فرص الارتقاء علميًّا ومهنيًّا ،الاهتمام بهذه الكفاءات والمهارات في المسار الوظيفيّ، كربطها بالترقية وإعطائهم الأولويّة في الامتيازات المهنيّة، كحافز على التطوير الذاتيّ، باعتباره من أهمّ مداخل تنمية بيئة العمل. كما يوفِّر هذا الأسلوب التدريبيّ على الإدارة نفقات كثيرة، ويُكسِبها فوائد جمّة، أبرزها:

التحفيز على التطوير الذاتيّ في مؤسّساتنا التعليميّة للاستثمار في رأس المال الفكريّ والمعرفيّ، وبناء المهارات، وتحديث المعارف ،التأثير إيجابيا وبصفة مباشرة في جودة التعليم وتحسين مخرجاته ، إنعاش المناخ التنظيميّ ودفعهم للأمام ،تعزيز الاتّجاهات الإيجابيّة لدى هيئة التدريس،
شعور الموظّفين بدعم الإدارة لهم، ومساندة تطلّعاتهم وطموحاتهم في تعزيز مهاراتهم ومركزهم الوظيفيّ، ممّا يولِّد لديهم الرضا والانتماء الوظيفيّ والانضباط التنظيميّ ،تعزيز الملمح الابتكاريّ والإبداعيّ لدى المعلّم، وبناء قيم الجودة والتنافس في المؤسّسة التعليميّة ،التشجيع على التعلّم والتطوير الذاتيّ سبيلٌ للتحوّل نحو مفهوم “العمالة المعرفيّة”، والتي تمثّل الموظّفين الذين يمتلكون مهارات وقدرات ذاتيّة على تحسين طرق العمل، وحلّ المشكلات، والتصرّف السليم في بيئة العمل.

يعدّ الاهتمام بتكوين الموارد البشريّة وتطوير مهاراتهم وكفاءاتهم عاملًا حاسمًا في نجاح العملية التعليميّة. أصبح التطوير أحد أهمّ الاحتياجات العصريّة التي فرضها مجتمع المعلومات الرقميّ، لاستمرار فاعليّة المؤسّسات وقدرتها على الانسجام مع تحدّيات التطوير والتجديد المستمرّ.

بناءً على ذلك، تظلّ مؤسّساتنا التعليميّة بحاجة ماسّة إلى توجيه بوصلة الاهتمام نحو تنمية كفاءات المعلّمين، وصقل معارفهم وقدراتهم التعليميّة والمهنيّة صقلًا دائمًا، لأنّ الاستثمار الناجح في التعليم ينطلق من الاستثمار في عقول المعلّمين وأدائهم، وجعلهم في حالة نموّ دائم وحركة وظيفيّة فعّالة. لا يمكن تحقيق ذلك إلّا بتشجيعهم على التطور الذاتيّ، بالإضافة إلى البرامج التكوينيّة التي تنظّمها الإدارة وفق سياساتها العامّة لتنمية الموارد البشريّة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات