القاهرية
العالم بين يديك

الشهرة سلعة والأنام نائمون

401

كتبت _سالي جابر

الكل يكتب ولا أحد من حقه محاسبة شخص يكتب، يُخرج الكبت الذي يُثقل كاهله، البعض أصبح يمتلك مدونة خاصة به ومن ثَّمَ أصبح كاتبًا… عندما تدقق النظر في بعض الكتابات تجدها مسروقة بالحرف حتى أن البعض ينسون حذف الأقواس والأرقام في النص الأصلي، حتى الرسومات الكاريكاتورية تتم سرقتها وليس نقلًا بل تُسرق، يتم نقلها بالمسطرة مع الفارق في المعالجة الجرافيكية.
بعض الصحف الإلكتروتية -إن لم يكن جميعها- يهتمون بعدد الموضوعات مقارنة بعدد الكُتاب دون النظر في الموضوع نفسه، كيفيته، نسبة التدقيق اللغوي والعلمي به، متابعة الحدث، حقيقة أم مجرد تعبئة ورقية، هل الموضوعات تهم القاريء أم لا ؟! لكن لأن من يكتب هو فقط يريد الشهرة أصبح كل شيئًا مباحًا.
هل من الممكن الكتابة على الجرائد بأخطاء إملائية ونحوية واضحة؟
هل من المعقول نقل الأخبار بالحرف ليُقال سبق صحفي دون التواجد في قلب الحدث ومتابعته؟
الكل يبحث عن المجد الزائف وكما قال بيرم التونسي:” هو العظيم يا ناس في أرضكم يداس والتافه الهلاس نشبعه تكريم”
للأسف هذا ما يحدث حقًا، الكاتب القوي في كتابته ربما يكون مغمورًا، منغمسًا في البحث عن أصل الموضوعات، في التدقيق اللغوي، والآخر يبحث عن مقالاته وقدرته السريعة في الكتابة، واسمه الرنان.
عندما تقرأ لشخص ما يتحدث في السياسة أو الطب أو القانون أو الصحة النفسية- هم أكثر الموضوعات التي بها لغط- يأخذ الأمور بجدية شديدة دون أن يقرأ بعين الناقد، يأخذ الأمور بجدية تكاد تراها مسلمات، بينما هو رأي شخصي لفرد تعصب لأمر بعينه، ونحن ننقل تلك الكلمات عنه، فكلما تقرأ مثل ذلك تزداد جهلًا.
السؤال هنا: هل القاريء يستطيع أن يُكون نظرة ثاقبة ليفهم الرأي السديد من الرأي الخطأ؟
هل يعلم أن المدونات الشخصية ما هي إلا آراء شخصية لصاحبها الذي لا نعرف نواياه منها، ربما إثارة البلبلة حول شخص بعينه أو فكرة معينة؟

أما عن صفحات الميديا يطول عنها الحديث ولا يقف عند حد معين، لقد انتشرت بصورة سريعة حتى أنك إذا سألت شخص ماذا يفعل في إجازته الدراسية يجيبك سوف أقدم محتوى على تيك توك أو …. أو…
عند سؤاله ما هو المحتوى؟ إما أن يفكر لدقائق أو يعطيك محتوى غريب.
لماذا أصبح ذلك حلم الشباب والمراهقين؟ هل السبب جني المال أم الشهرة أم كلاهما؟!
تدنت الأخلاق وانحدر العلم، وأصبح البلوجرز هم خيرة المجتمع، حتى أصبح عدد اللايكات والتعليقات هم نجاح لمنشورك ونجاحك.
أتذكر ما قرأته في كتاب الهشاشة النفسية عن الميديا، أن اثنين من نفس الدفعة أحدهما نجح بتقدير ممتاز وعُين معيدًا بالجامعة، والثاني مجرد أنه نجح، لكن الثاني كتب منشورًا على الفيسبوك يخبر الجميع بنجاحه وانتشرت اللايكات والتعليقات بسرعة البرق، فحزن الأول على أن لم يبارك نجاحه على الفيسبوك إلا القلة القليلة، وذاك الحزن أضاع فرحته بنجاحه، وكأن السعادة والنجاح هم السوشيال ميديا.

قد يعجبك ايضا
تعليقات