القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الفكر التربوي الكشفي

210

متابعة القائد عبدالله القطاري من تونس

الكشفية ليست مجرد فضاء أو بناية لاستقبال الفتية والشباب لقضاء أوقاتهم الحرة، أو لقاءات واحتفالات بل هي أكبر من ذلك بكثير، إنها حركة تحمل فكرا يشمل التربوي والاجتماعي والثقافي التي تنتمي للحضارة الإنسانية، فحين يؤمن الفتى أو الشاب بهذه الفكرة فإنه يتصرف وفقها ويتعامل على أساسها، ويتمثل قيمها ومبادئها، ويأخذها منهجا لطريق حياته، إنها تختزل أسلوب حياة، لا تؤمن إلا بالعمل الجاد وبالتعاون والمبادرة والتكافل والأمل في المستقبل.

لم يكن اختيار الطبيعة لممارسة أنشطة الحركة صدفة، بل كانت اختيارا مستهدفا، لأن الحياة داخل الحواضر تُدخل الفرد في دوامة من الصراعات الاجتماعية، وتدفعه لضغوطات نفسية قاسية ومستمرة، فجاء هذا الفكر التربوي بهذا المعطى الطبيعي الجديد، ليجعل الطبيعية فضاء مميزا للممارسة التربوية، لاعتبار أن الفتى أو الشاب عندما يدخل المجال الطبيعي في سياق الأنشطة الكشفية فإنه لا يدخله مستمتعا بجمال ونقاء الطبيعة فقط، بل يدخله ليتأمل في إبداع الخالق لهذا الكون العظيم، ويعي توازنه وتكامله، ويتأمل فيه تكامل مكونات الحياة، ولكسر روتين الملل الذي تفرزه الحياة اليومية يتم الابتعاد عن ضوضاء المدن، والتأمل في الكون بكل هدوء وسكينة في قدرة الخالق، واستنشاق عبق الصفاء والإيمان النقي.
تتوفر الحركة الكشفية على بريق خاص يمكنها من قدرة هائلة على استقطاب الأعضاء إليها، من خلال أسلوبها في التنظيم ومن خلال الأنشطة المثيرة الجذابة المليئة بالرمزية والتشويق، تجعلها قادرة على التكيف مع أوضاع وقيم الجماعات البشرية الذين ينتمون إليها، وتمكن مؤهلات منهجها سهولة الانتشار والتوسع في المناطق والجهات، بفضل الحب والارتباط العميق الذي يربط الأعضاء بالحركة الكشفية، ويجعلهم يتدبرون أمور أعمالهم وأنشطتهم بكل ما يتوفرون عليه من قدرات ووسائل وإمكانيات ذاتية وجماعية، يسخرونها بروح تطوعية خالصة لخدمة مبادئ وأهداف الحركة، التي تترجم مباشرة إلى كل ما يصبو إليه المجتمع المحلي والوطني، وتشركهم في تنظيم أنشطة تتناسب مع مراحل نموهم وتتلاءم مع قدراتهم البدنية والعقلية والاجتماعية والروحية…على أساس حرية اختيار الفتية والشباب لفقرات أنشطتهم بأنفسهم، قصد تلبية حاجياتهم ورغباتهم الفردية والجماعية.

التنظيم الذي يحمل هذا الفكر التربوي يكون مطالبا بمواكبة التطورات والمستجدات، عبر تقديم آراء واقتراحات عن كل موضوع يهم قضايا المجتمع بصفة عامة، والترافع في مجال تخصصه الذي يتعلق بكل المبادرات التي تسعى النهوض بأوضاع الطفولة والشباب وتنمية طاقاتهم الإبداعية، وتحفيزهم على الانخراط في الحياة الوطنية بروح المواطنة المسؤولة”.
ولتقريب صورة الفكر التربوي الكشفي أكثر، أقدم لكم الوثيقة التي أصدرتها المنظمات الشبابية السبع ومن بينها المنظمة الكشفية العالمية التي تتعلق بالسياسات الوطنية للشباب تحت عنوان: ” بيان حول تربية النشء”(1) الذي حددت من خلاله سمات الشباب ومواطني الغد، جاءت كالآتي:
• مستقلون: قادرون على تحديد اختياراتهم والتحكم في حياتهم الشخصية والاجتماعية كأفراد وأعضاء داخل المجتمع.
• متعاونون: قادرون على إبداء اهتماماتهم بالآخرين والعمل معهم ومن أجلهم وأن يشاركوهم اهتماماتهم.
• مسؤولون: قادرون على تحمل مسؤولية أفعالهم والالتزام بواجباتهم.
• ملتزمون : قادرون على التمسك بالقيم والمثل والمبادئ والالتزام بمقتضياتها.

شكيب الرغاي

المراجع:
1) دور الحركة الكشفية في دعم التربية غير الرسمية للشبان ــ نشرة غير دورية تصدرها الأمانة العامة، المنظمة الكشفية العربية، إدارة تنمية العضوية، العدد 23 يناير 2003.

قد يعجبك ايضا
تعليقات