ذهبت يوم الخميس الموافق ٢٧ يوليو إلى مستشفى حلوان العام حينما شعرت بألم في قدمي اليسرى كأي مواطن لتلقي الرعاية الطبية في قلب مدينة حلوان، حيث تعد مستشفى حلوان العام معلم مهم في المنطقة ،ولكن يبدو أن هذه المستشفى تعاني من مجموعة من المشاكل الجوهرية التي تؤثر سلباً على جودة الرعاية الصحية التي يقدمها. فبينما يشتكي المرضى وينتظرون بفارغ الصبر للحصول على الرعاية الطبية الضرورية، يبدو أن المدير والأطباء قد غابوا عن الواجهة، مما يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل هذا المستشفى ومدى استمراريته في خدمة المجتمع.
عند دخولك إلى أروقة مستشفى حلوان العام، ستجد نفسك في عالم من الفوضى والارتباك. لا يبدو أن هناك أي تنسيق أو إدارة فعالة للعمليات اليومية، وعند الاستفسار عن مكان المدير، ستواجه إجابات متضاربة وعبارات غير مفهومة ،هل يعقل أن يكون المدير غائباً عن مباشرة سير عمله دون أي تفسير واضح؟ أين هو دورك كمديرا لمستشفى؟ هل دور المدير أن يأتي في الصباح ليدخل مكتبه ليجلس في التكييف متخفيا من درجة حرارة الشمس ويحتسي كوبا من القهوة ثم يوقع إمضاءه علي عده أوراق ثم ينصرف إلى المنزل ثانية أم ماذا ؟هذا الغياب الغامض يثير الشكوك حول قدرة المدير على أداء واجباته بشكل صحيح وفعال ،فأين دور الوزارة واللجان المسؤولة عن مراقبة العمل داخل المستشفيات ،أين لجان التفتيش ومراقبة السلامة ومكافحة العدوى ،أما عندما نتحدث عن أقل الخدمات التي تخدم المرضي وتخفف الآلامهم وهو الاسانسير فنجد أنه ليس حق للجميع وللمرضي بل هو بمثابة خط سيرفيس له تسعيرة وأجرة محددة حيث قيل لي نصا ” الصعود في الاسانسير بخمسة جنيه والنزول بعشرة جنيه، إنه ليس اسانسير مستشفي عام بل أصبح تجاره بآلام وجراح المرضي.
ليس هناك شيء أسوأ من أن يكون هناك مستشفى بدون أطباء ،ولكن هذا هو الواقع المرير الذي يعيشه مستشفى حلوان العام ، المرضى ينتظرون مصيرهم المحتوم بصبر مجهول ،أن يأتي الطبيب إليهم ويقدم لهم الرعاية الطبية الملائمة ،ومع ذلك، يبدو أن الأطباء في هذا المستشفى قد اختفوا تمامًا ،ربما هم محبوسون في زمن ما قبل التطور الطبي، أو ربما هم مجرد أشباح طبية تجول في أروقة المستشفى، الحقيقة هي أن نقص الأطباء في هذا المستشفى يجعل الرعاية الصحية شبه معدومة ويضع المرضى في خطر حقيقي.
في ضوء هذه الظروف المروعة التي يعاني منها مستشفى حلوان العام، أريد أن أطرح سؤالًا على المدير الغائب: متى ستتحمل مسؤوليتك وتبدأ في تحسين الوضع؟ هل ستظل المستشفى خارج نطاق الخدمة الصحية إلى الأبد، أم هل ستتخذ إجراءات فورية لإعادة الحياة إلى هذا المرفق الطبي المهم؟ المرضى وأهاليهم ينتظرون بفارغ الصبر إجاباتك وإجراءاتك الملموسة.
بين غياب المدير وانعدام الأطباء، يبدو أن مستشفى حلوان العام قد فقد ثقة المجتمع وسط تدهور الخدمات الصحية، إن استمرار هذا الوضع الكارثي لن يؤدي إلا إلى المزيد من التضرر والمعاناة. لذا، فإنه من الضروري على المدير أن يتحمل مسؤوليته ويبدأ في اتخاذ إجراءات فورية لتحسين الحالة الراهنة وإن لم يتم ذلك، فسيظل مستشفى حلوان العام مجرد ظلام طبي يعجز عن تقديم الرعايةالصحية اللازمة للمرضى وسيستمر في خارج نطاق الخدمة الصحية. من المهم أن يتم التركيز على تعزيز الإدارة وتعيين مدير قادر وملتزم بتحسين الأوضاع في المستشفى. يجب أيضًا توفير الأطباء المؤهلين وتحسين البنية التحتية وتوفير المعدات الطبية اللازمة. هذه الخطوات الجوهرية يجب أن تكون أولويات لضمان استعادة ثقة المجتمع في المستشفى وتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة.
على المدير أن يدرك أن المستشفى حلوان العام ليس مجرد مبنى، بل هو مرفق صحي يخدم حياة الناس ويرتبط بصحتهم ورفاهيتهم. يجب أن يكون هناك التزام حقيقي بتحسين الخدمات وتوفير الرعاية الصحية المناسبة للمرضى. إذا استمر هذا الإهمال والتقاعس، فإن المستشفى حلوان العام سيظل في حالة ساخرة ومأساوية، وسيتحمل المجتمع عواقب ذلك.
لذا، أتمنى أن يتحرك المدير بسرعة ويتحمل مسؤوليته تجاه المستشفى والمرضى، وأن يعمل على إحداث تغييرات جذرية تضمن توفير خدمات صحية ممتازة وراضية للمواطنين، الوقت ليس لصرف النظر أو التهاون، بل للعمل الجاد والمستمر لإعادة المستشفى حلوان العام إلى مكانته الصحية المستحقة.