القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

وانشطر القلب

382

بقلم – مني علواني

وانشطر القلب، كما لو أنه تمزق إلى نصفين، تاركاً الألم يتسلل ويخترق أعمق الجروح. لم يكن هناك أي مؤشر على ما كان سيحدث، فقد كانت الحياة تسير بشكل عادي، بعيدة عن الصراعات والمشاكل. ومع ذلك، كانت هناك لحظة واحدة تكفي لتغير كل شيء.

كانت البداية طبيعية جداً، كان هناك زخات من الضحك والسعادة في الهواء، وكل شيء يبدو مليئاً بالأمل. ولكن في لحظة واحدة، تحولت الحقيقة إلى كابوس.

كان السبب رقم واحد لانشطار القلب، خيانة الثقة. كم تؤلم عندما يكون الشخص الذي ظننت أنك تعرفه جيدًا، هو نفس الشخص الذي يسرق قلبك ويفتحه للآخرين بلا رحمة. لم تكن هناك علامات أو تحذيرات، فقد كان الغدر كاموفلاج من الداخل.

وبينما يتصاعد الألم، يشتد التفكير في كيفية التعامل معه. البعض يختار التزام الصمت والعزلة، حيث يعيشون في عالم من الدموع والأسى. والبعض الآخر يتبنى موقفًا قويًا، ويرفض أن تهزمه الخيانة، يقف واقفًا في وجه الألم ويقاتل كل قوة.

لكن مهما كانت الخيارات، فإن انشطار القلب أمر حقيقي وصعب. يتطلب الشفاء الكثير من الوقت والعناية الذاتية. يجب عليك أن تأخذ الوقت اللازم للشعور بالحزن والغضب والإحباط. لا تدع أحد يقلل من الألم الذي تشعر به، فالشعور به ليس عيبًا، بل هو جزء لا يتجزأ من الشفاء.

على الرغم من أن انشطار القلب قد يبدو محطمًا ومدمرًا، إلا أنه يمكن أن يكون فرصة للنمو والتجديد. يمكن أن يكون دافعا لتصحيح أخطاء الماضي واكتشاف قوتك الحقيقية. قد تتعلم كيفية التصرف في حالات الضغط والتحديات، وتدرك أهمية الحرص على ثقتك واختيار الأشخاص الصحيحين للتصاعد معهم.

في النهاية، قد يكون انشطار القلب تجربة صعبة ومريرة، لكنها في النهاية تشكل جزءًا من رحلة الحياة. وعندما تصل إلى النهاية، سترى أن ما انشطر في البداية قد تلاشى، وأنت أصبحت أقوى وأكثر إشراقًا من أي وقت مضى.

قد يعجبك ايضا
تعليقات