د. إيمان بشير ابوكبدة
الجرد أو “الحولي”، تبعاً لاختلاف التسميات التي تطلق عليه بين شرق ليبيا وغربها، هو اللباس ليبي رجالي تقليدي. وقد تميز به عبر التاريخ حتى وقتنا الحاضر.
يرجع أصل هذا الزي إلى عصور موغلة في القدم وفيه تشابه مع الزي الذي كان يرتديه نبلاء روما.
يقول المؤرخ ه. س. كاوبر في كتابه (مرتفع إلاهات الجمال)، الزي الطرابلسي الذي يلبسه جميع المسلمين المحليين في المدن أو في الأرياف هوالحولي، ولا نشاهد هذا اللباس البديع إلا بين تونس ومصر، وهو يمتاز بميزات خاصة به وحده.
والجرد عبارة عن قطعة قماش كبيرة، يرتديها الرجال كلباس خارجي، تنسج من صوف الغنم أو وبر الأبل.
وترجع تسمية الجرد إلى العباءات التي يظهر عليها علامات القدم كانتهاء فرائها (الجرد) من الفعـل (يجرد) أي أصبح مجردا من وبر الصوف.
ويستغرق نسج الجرد يدويا عدة أشهر أو سنة كاملة. عملية تبدأ باختيار الصوف المناسب و تنقيته وغزله.
أنواعه
الأبيض: يصنع من الصوف الأبيض الثقيل، يلبس في الشتاء، تزين أطرافه رقيمات صغيرة الحجم، ويستعمل في الأيام العادية والأفراح وكذلك في المآتم.
البني: يصنع من الصوف الثقيل البني يلبس في الشتاء، وهي بدون حواشي زخرفية، ولكن في حافتيها خطان أبيضان. وهي لا يلبس في الأفراح ولا المآتم.
الأحمر: يسري عليها ما يسري على سابقه، ما عدى أن البعض يتشائم من صناعته ولبسه.
الخماسي: أبيض من الصوف الخفيف لاستعماله في الصيف وتزين أطرافه زخارف رقيقة صغيرة الحجم، يلبس في الأفراح وفي المآتم.
وتشتهر بعض المناطق في ليبيا بحياكة الجرد
الجرد الجبالي، يحاك في الجبل، وفي نالوت خاصة من الصوف المغزول محليا،وكان هذا النوع أكثر الحوالي بياضا. وذلك لأن الصوف كان يبيض باستعمال الجبس المخفف بالماء وكان مقياس الجرد الجبلي حوالي 16 قدما بخمسة أقدام.
طريقة لباس الجرد
يلف الحولي على أغلب أطراف الجسد حيث تمرير أحد أطرافه المتقدمة من تحت الإبط ليلتقي بالطرف المتدلي منه على الكتف والتحامها في ربطة على الصدر من الجهة اليسرى. وتأخذ هذه الربطة شكلا مكورا صغيرا لا يتجاوز حجمها في الغالب حجم حبة اللوز المتوسطة .والجرد لازال يستعمل بكثرة في الأعياد والمناسبات.