متابعة القائد عبدالله القطاري من تونس
المهمة الأساسية لقائد الوحدة الكشفية هي تنفيذ الطريقة وفق المبادئ التي تستند عليها التربية الكشفية، لأن الوحدة الكشفية تشكل النواة المحورية لتفعيل العملية التربوية، وبذلك تكون عملية توصيف مهام القائد المسؤول عن هذه الخلية الأساسية، تجعل قادة الحركة يعتمدون على مرجعيتها لوضع مضامين تأهيل الموارد البشرية وتنمية قدراتها، التي تشكل الخلية المرجعية التي على غرارها تنتشر مجمل الخلايا التي تكون التنظيم الكشفي
محددات دور قائد الوحدة الكشفية
إذا كانت الحركة الكشفية تصنف على أنها نمط تربوي مُمَنْهَج ينتمي إلى صنف التربية غير الرسمية الذي يساهم في تحقيق التنمية المتكاملة للفرد عبر تحقيق أهداف تربوية واضحة المعالم، خارج إطار التربية الرسمية المتجسدة في النظام التعليمي الذي تقوم به المؤسسات. وتقوم الكشفية انطلاقاً من أهدافها و مبادئها على لعب دور تكميلي يمكن أن نقول عنه تنسيق بين المؤسسات و بين نمط التربية العامة التي يعيشها الفرد داخل وسطه الإجتماعي بالأسرة، مع الأقران ، عبر وسائل الإعلام…
وقد تبنت الحركة الكشفية الركائز التربوية الأربع التي تستند عليها المرجعية التربوية في شموليتها من خلال الركائز التالية:
التعلم للمعرفة
التعلم للأداء
التعلم للاندماج مع الآخرين
التعلم لتكوين الفرد المتكامل الشخصية(6)
يتم تنفيذ العملية التربوية الكشفية عن طريق نظام متكون من عدة عناصر متكاملة فيما بينها تجمعها الطريقة الكشفية في تناسق مع أهداف الحركة ومبادئها.
ممارسة التربية الكشفية وفق هذه المنظومة تتطلب أسلوباً يراعي أساسيات التنفيذ السليم، المتلائم مع طبيعة هذا التوجه التربوي المتميز بالحيوية والإثارة والتشويق والمغامرة والاكتشاف.
الغاية هي إتاحة الفرص لفتية وشباب استهوتهم واستقطبتهم الحركة الكشفية لولوج عالم الإثارة و المغامرة و التحدي، في سياق تكويني لتعلم مجموعة من المعارف والخبرات والمهارات التي ستظهر على سلوكهم، و التي يمكن ملاحظتها و معاينتها وتقييمها لتطعم المكاسب التي حصل عليها بالمؤسسات الأخرى.
تحقيق التعلم عملية عقلية داخلية تتم عبر تعديل في سلوك الفرد نتيجة للممارسة وللتدريب التي تكسبه اتجاهات و مهارات و مبادئ و نظريات…و التي نستدل على حدوثها من الآثار والنتائج المترتبة عنها مثل اكتساب اتجاهات و قيم وعواطف وميول جديدة، أو اكتساب مهارات مثل اكتساب معلومات عقلية تساعده عند التفكير في مواقف معينة… وكلما كان التعلم شاملاً و مركزاً على مختلف المكونات كلما كان التعديل كبيراً و أساسياً في تكوين الفرد و هذا ما تهدف إليه التربية الكشفية من خلال هدفها وعبر الطريقة الكشفية بكل مكوناتها في سياق تقاليدها ورموزها.
إذن كيف يمكن للقائد أن يُحقّق ذلك النجاح؟ أي كيف يمكن له أن يختار أسلوباً ناجعاً، سواء في التعامل مع الفتية و الشباب، أو في توجيه الأنشطة و تدبير أمور الوحدة التي يشرف عليها؟
سنحاول أن نلامس هذا السؤال العريض من خلال تناول المحددات التالية :
دور قائد الوحدة
تتطلب مهمة قائد الوحدة الكشفية تدريبا متكاملا ليتمكن من إنجاح البرامج والمشاريع التي تتطلبها العملية التربوية، في سياق الأهداف الإستراتيجية التي تتبناها الحركة، لاختيار الأسلوب الذي سيستعملونه في تنفيذ البرامج الكشفي، وخصوصاً كيفية التعامل مع الفتية والشباب والطريقة التي تساعدهم على إدماج الأفراد في الأنشطة وفق مكونات الطريقة الكشفية. قد تضيع الخصوصية والتمييز اللذين تتميز بهما الحركة في تأطير الفتية والشباب إذا تولى الإشراف على الوحدات قادة تحركهم انفعالاتهم ومزاجهم ورغبتهم في التحكم، في غياب محددات بيداغوجية تؤطر تدخلاتهم وأعمالهم التربوية.
يتحدد دور الراشدين في تنفيذ البرامج التربوية الكشفية وفق المناهج المسطرة والمحددة في دور الدعم و المعاونة و التوجيه الذي يقومون به داخل الوحدة، لكن السؤال المطروح، ما هي المحددات التي تؤطر هذا الدور وتواكب ممارساته وتجسده على أرض الواقع؟
وضع المنهاج الكشفي الأساسيات البيداغوجية، وحدد خطواتها المنهجية التي تؤطر العملية التربوية في شموليتها، والتي تفرز بدورها الأسلوب التنفيذي الذي يقوم به القادة لتفعيل البرنامج الكشفي. وبما أن التربية الكشفية هي منظومة متكاملة، فإن تنفيذها على أرض الواقع يتطلب من القادة المؤطرين الالتزام بمجموعة من المحددات التي تضبط العلاقة بين الأفراد وأسلوب التنفيذ التربوي المحدد في المنهاج.
دور المصاحبة البيداغوجية للمجموعات
دورالمصاحبة البيداغوجية للمجموعات Accompagnement pédagogique
التي تتحدد وفق خصوصية المرحلة العمرية، والتي تطعم وتدعم العلاقة، وفق الأنشطة التي يتم اختار فقراتها بتلاؤم مع الفئة المستهدفة، فيتمثل الدور ويتجسد واقعاً على احترام الفرد والجماعة في الاختيارات والرغبات مرفقة بالتوجيه والإرشاد والمتابعة التربوية. كما أن محددات هذا الدور لا تتمثل في التدخل المباشر في شؤون الصغار على اعتبار أنهم قاصرين محتاجين للكبار في كل الأمور، فالمرجعية التربوية للحركة الكشفية أكدت على أن الفتية والشباب خلال الحيز الزمني الذي يخصصونه لممارسة الأنشطة يحتاجون فيها للراشدين كمرافقين وموجهين ومرشدين ومدعمين وكما«بادن باول: « الكشفية لعبة كبرى يشاطر فيها الأخ الكبير الأخ الصغير» (7).
المصاحبة أو المرافقة بهذا المعنى تلغي مفهوم الشخص الكبير الذي يمتلك المعرفة، والذي يقدمها للصغار على اعتبار أنه سلطة معرفية ضرورية لتمرير الخبرات والمهارات والمعارف. المفهوم الذي تتبناه الحركة الكشفية هو الذي يعطي للفرد سلطته في امتلاك معارفه وتجاربه وخبرته بتوجيه الكبار وبمساعدتهم في بعض الأمور والمواقف التي تجعل الصغير يحتاج فيها إلى استشارة الكبار.
الراشد “القائد” شريك في الوضعية التواصلية داخل المجموعة، يقوم بإُظهار صورته كي يدركها الأفراد بالصورة التي يرغبها والتي تجعله يأخذ موقعه بالإيجابية المحققة للغرض، الصورة التي يرغب بها يجب أن تكون على قدر الترقب الذي يتوقعونه، ولكي تكون المواقف التي يثيرها وجوده بينهم إيجابية، تتجسد داخل وضعية تواصلية من خلال مجموعة من المواقف التي تتطلب منه أن يتصف بمزايا من بينها :
التعاطف و التسامح و التفهم الحقيقي للآخر.
سهولة التلقي والتعبير ومعاودة الصياغة.
التواضع و سهولة التكيف(8)
دور القائد في تنفيذ المهمة التربوية :
مكونات الطريقة الكشفية بالنسبة للفرد والقائد هي المجال الخصب لأجرأة المنهاج التربوي الكشفي، عبر توجيهات القائد للفرد لتوظيف وتجريب مختلف التصورات والتمثلات التي كوَّنها حول قدراته الفكرية والبدنية والعلائقية وعن البيئة… وعبر ذاك تتحدد أدوار القادة خلال الممارسة الفعلية للأنشطة دون الخروج عن الخط التربوي الذي رسمه المنهاج.
الكشفية هي ممارسة للأنشطة الهادفة، و دور القائد الراشد يتمثل في مساعدة الأفراد والمجموعات على الاندماج في سياق الأنشطة، و ذلك بضمان جل شروط مزاولة الأنشطة في صورتها الصحيحة، وفق ما يتطلبه المنهاج التربوي الذي يسعى إلى إعطاء متسع كبير من الحرية لأفراد المجموعة في اختياراتها وأسلوبها في تنفيذ فقرات البرنامج الخاص بها بموازاة مع أنشطة المجموعات الأخرى التي تنتمي إلى نفس الوحدة. هذه الإجراءات عبارة عن ضمانات تهدف إلى توفير ظروف ملائمة تتناسب مع تطلعات وطموحات الفتية والشباب لتنفيذ فقرات البرنامج الذي تم تحديده من طرفها بمصادقة وتوجيهات وإرشادات الكبار.
هذا البرنامج الهادف يضم معطيات قابلة للملاحظة و المعاينة و تكون قابلة للقياس وللتقييم من خلال السلوكات التي ينتجها الأفراد مثل :
• القدرة على ترجمة الهدف إلى فعل إجرائي قابل للمعاينة والملاحظة والتقييم.
• تنمية قدرة التفكير الإبتكاري و الإبداعي لدى الفرد المؤدي إلى تطوير ذاته.
• القدرة على تحمل المسؤولية و اتخاذ قرارات تدبير الفرد لقدراته وابدعاته.
• الإحساس الإيجابي بالآخرين و التضامن معهم بروح الفريق.
حدد الخبراء البيداغوجيون المنتمون للحركة الكشفية عبرالوثائق التي يصدرها المكتب الكشفي العالمي أن تنفيذ الطريقة الكشفية تنْبَني على مجموعة من العناصر الأساسية في التنفيذ وفق المنهاج، من بينها عملية دعم الراشدين للفتية والشباب والتي حددوها في ثلاثة أدوار متصاهرة فيما بينها، و القائد مطالب بالقيام بها أثناء القيام بمهمته داخل الوحدة الكشفية و هي :
1- الدور التنشيطي للقائد:
تدل مهمة “منشط” على دلالة تربوية عميقة بالحركة، إذ لا يتم فصلها عن الدور التربوي سوى ضرورة التقسيم الإيضاحي للتعبير عن دلالة كل مهمة من المهام المنصهرة في ذات القائد، وهذا الانشطار التوضيحي للمهمة تستوجبه طبيعتها المتداخلة، فتسميه الراشد بالمنشط أو قائد الأنشطة نابع من طبيعة الممارسة الكشفية التي تصنف أنها تدخل ضمن الطرق الحية أو الطرق النشيطة التي تعتمد على دور إيقاظ طاقات وإمكانيات الجماعة وتوجيهها إلى الحركية والنشاط، لجعل الأفراد والجماعة التي ينتمون إليها يشتركون كلهم في الحصول على المعرفة ومروجين إليها ومعميين لها.
المنهاج التربوي الكشفي كمثله من الاتجاهات التربوية الحديثة ركز اهتمامه على الفرد، على اعتبار أَنَّهُ خلال عملية التعلم يكون قابلاً و قادراً على التكوين الذاتي المستمر المتنامي بموازاة مع مراحل النمو التي يمر منها، وهذه العملية لا تتم بصورة تلقائية بل تعتمد على دور القائد الذي يرشد ويوجه و يسهل للفتية تحقيق ذلك التكوين الذاتي، دون تدخل يفقد إرادة الأفراد و يجعلهم عبارة عن منفذين سلبيين للأوامر دون إعمال للعقل ودون محاولة تجريب القدرات والطاقات.
دور القائد يفترض وجوباً احترام رغبات واختيارات الأفراد في الاتجاه الذي يحقق الأهداف بالصورة المطلوبة، يتم ذلك عبر سياق تطبعه العلاقة المبنية على المصاحبة المقدرة لشخصية الفرد، والتي تعطيه متعة الشعور بالتحدي والمغامرة والاكتشاف التي تنشئها الأجواء التنشيطية.
يتجسد ذلك الشعور من خلال المعايير التي تستند عليها الطرائق النشيطة. إذ تعتبر الحركة الكشفية نموذجاً بارزاً من نماذجها، لكون هذه الطرق تجعل من المتعلم فاعلاً إرادياً ونشيطاً وواعياً بتربيته الخاصة (10). إذ يلعب الراشد من خلال موقعه دوراً تحريضياً، حيث يقود الجماعة لكي تبدع النشاط وتتبناه، كي تستمتع بما يكتشفه ويلاحظه الأفراد وما يساهمون به من ابتكار و مبادرة في جو تسوده الحرية، من أجل الشعور بمتعة الإبداع و الفاعلية والاستقلالية. هذا هو الدور الذي تفترضه مكونات المهمة خصوصاً دور المنشط، الذي يحرك المجموعة ويدعمها لتحقيق النجاح المنشود من طرف الفتية للمبادرات التي تتضمنها فقرات البرامج.
2- دور المربي :
الدينامكية التي تعرفها الممارسة الكشفية داخل الوحدة تستوجب طبيعة علاقة من نوع خاص، بين القائد والفتى أو الشباب، علاقة قد تختلف كالتي تتم بين المدرس والتلميذ، لكون هذه العلاقة تتم داخل تنظيم تربوي تطوعي غير إلزامي في أسلوب تعامله و تقييم نتائجه. والأنشطة التي تنفذ داخله تتم عبر علاقة ترابط أخلاقي بين الراشد والشباب أساسها التطوع والإيمان بالمبادئ والقيم التي تنص عليها الحركة، وبناءً على ذلك فإن العلاقة تفترض الإيجابية التي يكون أساسها الحوار والتفاهم والثقة. الغاية من هذا النوع من الثقة هو إغناء الحماس للمبادرة والمشاركة في الأنشطة لتحقيق الأهداف.
سياق العملية التربوية التي يضمنها المنهاج التربوي الكشفي يقتضي وجوباً هذا النوع من العلاقة التي يشعر خلالها الفرد بحرية رأيه و إيجابيته داخل الجماعة التي ينتمي إليها، التي تتطلب إشراك جميع الأعضاء في اختيار الفقرات وأسلوب تنفيذها. هذه العملية تدخل ضمن أسلوب التنفيذ الذي يقر للفرد حقه في الاختيار وتحمل المسؤولية عن تلك الاختيارات وفق المرحلة العمرية لكل فئة.
وضع الخبراء أسلوب ممارسة التربية الكشفية داخل إطار تنظيمي يوفر أجواء علاقة تضمن وجود “مجتمع تعليمي” يضم فئة الفتية والشباب رفقة الراشدين الذين يعملان معاً في شراكة تمزج الحماس بالخبرة (11) عبر أنشطة هادفة تمتص حماس الشباب بتوجيه خبرة الراشدين الذين يوفرون الظروف التي تتلاءم مع الاحتياجات والميول و الرغبات.
يصنف المنهاج التربوي الكشفي ضمن الطرائق النشيطة الفاعلة (Méthodes actives)(12) التي تجعل من الفرد صانع معرفته، حيث يوضع في ظروف وسياق تربوي (مكونات الطريقة الكشفية) التي تسمح له باكتشاف المعرفة عوض فرضها عليه، هو ما يؤكد أن طبيعة العلاقة بين القائد والفتى يطبعها احترام قدرات ومكونات الفرد. على ضوء هذا المعطى يتحدد جانب من الأدوار الذي يجب أن يلعبه القائد لكي ينجح في مهمته، من خلال ترشيد استغلال إمكانية و قدرات الفتية والشباب فيما يدعم مكتسباتهم و يواكب تطورها في تراكمها عبر وثيرة متتالية ومتماسكة.
التوجيه والإرشاد الذي يوجهه القائد للفتية والشباب عبر المجموعات التي ينتمون إليها، هو من صميم الدور الموكول إليه لممارسة التربية الكشفية وفق منهاجها الذي ينص على القائد أن يقوم بتحليل مكونات العملية التربوية باعتبارها “تدخلات” ضرورية لتحديد نقطة الوصول التي ينطلق منها الفرد في التكوين الكشفي، والتي ترتكز على الخصائص التالية:
تقدير القدرات العقلية حسب المرحلة.
مراعاة المستوى التعليمي.
مراعاة المستوى الثقافي.
رصد استعدادات و اتجاهات الفرد.
مراعاة الظروف الإجتماعية .
رصد مكونات الشخصية ومستوى النضج.
رصد القدرات التواصلية والعلاقات الإجتماعية
معرفة القدرات والاستعدادات البدنية والعقلية.
معرفة هذه الخصائص ضرورية بالنسبة للقائد لضبط تدخلاته، لتحديد مستوى إرشاده وتوجيهه للمجموعات وللأفراد. كما تعتبر معلومات جد هامة لعملية تقييم أسلوب عمله كقائد، وتقييم نتائج الأعمال والأنشطة التي يشرف عليها.
3- الدور التنسيقي:
يعتمد القائد في تنظيم وتنسيق الأنشطة داخل الوحدة التي يشرف عليها على مقاربة تشاركيه بينه وبين الفتية، التي تتم عبر علاقة منتظمة الأدوار. يقوم القائد عبر تدخلاته التنسيقية لقيادة الوحدة وتوجيه أنشطتها وفق الخطة المتفق عليها، دون الوصول إلى حد تبنيه لأدوار الإعداد والتنظيم والتنفيذ، فهو الشيء الذي يتركه للفتية والشباب كي يتذوَّقُوا حلاوة الإعداد المتقن والشعور بجرأة التنظيم و حماس التنفيذ والاستمتاع بفرحة النجاح الذي يزيد من الثقة بالذات. فالعملية التنسيقية تتطلب من القائد أثناء الممارسة القيام ب :
• تحويل أهداف الحركة إلى أهداف إجرائية قابلة للقياس والملاحظة رفقة الشباب
• برمجة المحتويات وتوظيف الوسائل والطرق الملائمة لكل هدف جزئي ينفذه الفتية
• تحديد الوضعيات والإحتياجات التي ستمكن من تقييم كل هدف جزئي(13) بمشاركة كل مكونات الوحدة.
4 – دور المحفز :
من أهم أدوار القائد الناجح اختياره لأسلوب التعامل مع الفتية والشباب، فهو بمثابة الأخ الأكبر والمربي والمنشط، ليقوم بعمليات الإرشاد والتوجيه. هذه العمليات التربوية تتطلب إشراك المستفيدين في مراحل هذا العمل الذي تتطلبه مهمة القائد. ولإنجاح هذه المهمة فإن الأمر يتطلب من القائد أن يتقن جيدا فن التحفيز، حتى يؤثر بالشكل الإيجابي على الأفراد لاختيار أحسن السبل التي تتلاءم مع احتياجاتهم وميولاتهم ورغباتهم ، وبلوغ ذلك عن طريق الوصول إلى أحاسيسهم ومشاعرهم، في مناخ من الحرية والتحاور الفعال كالآتي :
من خلال الشعور بالانتماء :
الشعور بالانتماء إلى التنظيم الكشفي العالمي، الشعور بالانتماء إلى مؤسسة ذات كيان وذات مكانة داخل المجتمع، يجعل الفرد يعتز بهذا الانتماء ويفخر بمن ينتمون إليه. هذا الشعور يجعله مقبلا بروح عالية للمساهمة في الحركية التي تعم الفرقة والوحدة والطليعة التي ينتمي إليها.
من خلال الشعور بالذات :
الانتماء لمؤسسة ناجحة تجعل الفرد المنتمي إليها يشعر بمكانته داخلها، وهذا ما يدفعه باستمرار إلى تطوير أدائه وعطائه داخل الجماعة. فكلما شعر الفرد بأنه عضو مهم كلما زادت قدرته وحوافزه على التقدم وعلى التطور.
من خلال الشعور بالحرية :
الحياة داخل الفرقة بكل مكوناتها تعطي للفرد والجماعة حيزا هاما من الحرية في التعبير وفي الاجتهاد وفي الإبداع، لأن المساحة المتوفرة داخل الفرقة تسمح بالاختيار الحر بالنسبة لكل فرد. وهذا المناخ يقوي العلاقة بين القائد والأفراد، ويعطيه قدرة أوفر للتأثير في توجيههم وإرشادهم.
يسعى القائد باستمرار كي يصل الأفراد الذين يؤطرهم ويشرف عليهم إلى بلوغ أعلى مستوى في أدائهم خلال تعلمهم وفق سياق من الأنشطة الكشفية الجذابة المثيرة.