بقلم/ مني علواني
التضحية هي عملية الإعطاء والخوض في مصلحة الآخرين، وهي صفة إنسانية عظيمة تنمي روح التعاون والتآزر بين الأفراد. ومع ذلك، فإن التضحية لمن لا يستحقون قد يؤدي
إلى نتائج غير مرغوب فيها، وقد تصبح هذه التضحية عبئاً لصاحبها وتسبب له الضرر.
قد يحدث التضحية لمن لا يستحقون في العديد من المجالات، فمن الممكن أن يقوم الشخص بالتضحية عندما يتعلق الأمر بالعمل، أو العائلة، أو الصداقة. على سبيل المثال، قد يتطلب الأمر منك أن تتخلى عن مصلحتك الشخصية من أجل مصلحة الآخرين، أو أن تتحمل المسؤولية بدلاً من الآخرين، أو حتى تسامح وتغفر لمن أخطأوا بحقك.
ولكن ماذا يحدث عندما تتضحى من أجل من لا يستحقون؟ قد تنتج عن ذلك تأثيرات سلبية، ومنها الشعور بالإحباط والخيبة، والاشتباك مع الآخرين بسبب التفكير القائم على الاعتماد المفرط عليهم. يعتقد البعض أن التضحية بمصلحتهم ووقتهم لصالح الآخرين هو شيء جيد، لكنهم يندمون فيما بعد على هذا القرار لأن الآخرين لم يظهروا الاهتمام الذي يستحقونه بعد ذلك. علاوة على ذلك، قد ينتج عن هذا التحمل الزائد من المسؤولية والتضحية لأشخاص غير مستحقين، التقليل من احترام الآخرين لشخصك، والتلاعب بالعواطف والمشاعر الخاصة بك.
في النهاية، يجب التفكير جيدًا في عملية التضحية والتأكد من أنها تترك مؤثرات إيجابية على المدى الطويل. يجب التحلي بالحذر الشديد عند القيام بتضحية لكي لا يؤدي الأمر إلى خيبة الأمل وتقليل الاحترام لشخصك. الأهم من ذلك، يجب أن تكون قادراً على إتقان الحدود والضبط، وعدم التسامح مع الأشخاص الذين يحاولون الاستفادة من الامتيازات التي تحققها التضحية.