القاهرية
العالم بين يديك

نهار على كتفي

126

بقلم _ نسرين حسن

يا نهاراً ينامُ بحضنِ اليمامِ
خذني إلى ريحٍ تجففُ عينيَ
من حزنِ الماضي
خذني لكسلٍ شهيٍّ بأحضانكَ
لأقذفَ حواسي خارجَ الزمن
إلى المجهول
حيثُ أصابعي …صبرٌ طويل
تصلحُ لقياس كثافةِ الألم في الروح
ايها النّهارُ الحكيم
لستُ صوفيّةً لأرى ما لايرى
انا الصخرةُ الناتئةُ في البحر
الكلمةُ عندي صدفةٌ ملّونة
انا الخطيئةُ الحاضرةُ في الحكايات
سهامُ السماءِ في ظهري
والموتُ حبةُ قمحٍ تكبرُ بفمي
خذني أيها النهار
لأرى الشمسَ نيابةً عن النار
جمالها الأنثوي يشتعلُ
فيتوهجُ النبيذ…شقائقُ النعمان
رائحة الزّعتر البريٌِ تفوح
الماءُ يفيضُ من فناجينِ الطّين
الأخضرُ بكلِّ مكانٍ
سعيدُ الحظِ
إلا أنا ….
ظلٌّ تافهٌ للعصافير المريضة
لعباراتِ الحب في قصاصات الورقِ
خذني لارى الشمسَ
ترتبُ النمشَ على أكتاف الليل
تبحثُ عن اللذةِ بفمِ الدودِ
وهو يعجُّ بخوخهِ الأحمرَ
أظنّني شعاعٌ خرجتُ من رئتيها
لأتنفسَ الندى من الهواء
لأنتمي لهذا الخواء
لألملمَ ماتبعثرَ من مطرٍ
لأكتبَ قصيدةً سقفها نجمة
منتصرةً في عدمها
وفي هوامشِ رأسي
منتصبةً بثيابِ اللّغةِ الممزّقةِ
تعانقُ المعنى من ملحِ عينيه
خذني أيها النهار
لأختلسَ النظرَ للسماء
أتاملُ الغيمةَ في سرّتها
أغرقُ بفمها المبلولِ بالفراغ
الفراغُ يتكىءُ على كتفي
نبدو كبقايا حربٍ
أرى صورتي بوجههِ
كائناً خلاسياً…شبهَ منهك
أرى أسماكاً مقوّسةَ الظهرِ
باباً وروحاً
تابوتاً وخيوطَ عنكبوت
مفتاحاً مكسوراً وقلباً
هو قلبي

قد يعجبك ايضا
تعليقات