شاومينج” يهدد المنظومة التعليمية فى مصر نجح شاومينج.. وسقطت وزارة التعليم
كتب/سيد عيد
العلم وسيلة للارتقاء بالأمم،ولكني لم اكن أتخيل أن يأتى اليوم الذى يصبح فيه العلم منهج ومذاكرة وبنهاية العام امتحان، وبفضل مواقع التواصل الاجتماعى أضيف إلى المكونات السابقة عنصر “التسريب” لتكتمل المعادلة التى ينجم عنها جيل كامل من “الجهلاء” قليلي الحيلة، عاطلين رغم أنفهم .
مازالت صفحات الغش الإلكترونى، وأبرزها “شاومينج”، أخطر ما يهدد المنظومة التعليمية فى مصر، وعلى الرغم من انحسار ظهورها لفترة قليلة لكن هذا لايعنى اختفاء ظاهرة تسريب الامتحانات، خاصة بعد أن أعلن جروب “شاومينج بيغشش ثانوى 2023” أنه يستعد لتسريب امتحانات هذا العام، الأمر الذى يضع الدكتور رضا حجازى فى تحدٍ جديد، لموجهة هذه الظاهرة وتقديم خطة عاجلة تضمن سير الامتحانات وفقا للمعايير المحددة.
وتواجه وزارة التربية والتعليم عدو يُعرف باسم “شاومينج” الذى قد أعلن فى وقت سابق، عن أسباب التورط فى هذه الجريمة، بعد أن كشف أدمن الصفحة أنه غير راضِ عن نظام التعليم فى مصر، ويود أن يكون هناك تغير جذرى فى أليات وضع الامتحانات، خاصة أنه زعم أن التقنية التى يستخدمها فى تسريب الامتحانات قبيل انعقادها، سيدفع الوزارة إلى تغير نمط وضع الامتحانات.
استغلت إحدى الصفحات التابعة لـ شاومينج بيغشش الثانوية العامة والشهادة الإعدادية، عبر واتساب، اسم الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، وذلك للترويج لجروبه السري قبل بدء امتحانات الشهادة الإعدادية للعام الدراسي الحالي 2022-2023.
سيظلّ النظام الحاليّ مستمرّاً بكافّة عيوبه، فهو مليء بالعيوب، كونه نظام غير مثاليّ، وهذا أمر معروف منذ عشرات السنوات، وهناك تقاعس في حلّ الأزمة ، هل سيتمّ تطبيق نظام جديد لكلّ من الثانويّة العامّة والقبول في الجامعات، حال توافر شرط العدالة بين الطلّاب.
تمثل أحدث ظهور لـ شاومينج ، في رسالة مكتوبة أشبه ببيان مثير للجدل أصدره شاومينج لطلاب والثانوية العامة 2023 عبر فيسبوك وتليجرام .
جاء نص رسالة شاومينج لطلاب الثانوية العامة على فيس بوك كالتالي :
صباح الخير يا شباب .. في البداية حابب اتكلم مع بتوع تالتة ثانوي واطمنهم اوي .. باذن الله الامتحانات هتكون معاك قبل اللجنة بساعة محلولة حل 4 مدرسين بس هيبقي فيها على الاقل غلطتين مثلاً في المادة وده علشان الحوار ميتعرفش ، وباذن الله هاخد عدد معين من الطلبة ، يعني تالتة ثانوي مش هاخد منها غير 100 طالب من مصر كلها عشان الموضوع ميتنشرش والامتحان يتغير وده لمصلحتكم .. يعني من الاخر الموضوع ده سري جدا لانه حساس فهكتفي بعدد قليل من الطلبة .. وكمان عاوز اقولك ان مفيش اي حد بيسرب غيرنا ولو قالكم بسرب ابعتولي وانا هفضحهملكم لاننا نعمل في الوزارة ونعلم كل ما يتم .
تفاعل طلاب الثانوية العامة 2023 مع رسالة شاومينج
الغريب في الأمر أن رسالة شاومينج لاقت تفاعلا كبيرا من بعض طلاب الثانوية العامة 2023 المتابعين له ، حيث قال أحمد ابراهيم : طب نعمل اي طيب واي المطلوب عشان تبعت الامتحان ، وكتب له عمر صابر : طب ممكن تفاصيل أكتر ؟ ، وقال يوسف أحمد : حضرتك احنا واثقين فيكم جدا
وقال يوسف علاء : كل احترامي لحضرتك في الأول بصراحة مكنتش واثق فيكم وكنت خايف يكون نصب بس لما أخدت منكم وشوفت امتحانات أولي وتانية ثانوي فرحان اوي والبيت كله عندنا بيدعيلكم والله العظيم ربنا يسترها عليكم وتكملوا
وعلى هامش كارثة تسريب الامتحانات، رصدت القاهرية
معاناة اولياء أمور الطلاب حيث طالب اولياء الامور بضرورة انصاف ابنائهم بسبب ماحدث وما نتج عنه من التعب النفسي والضغط العصبى للطلاب فلابد من التحقيق مع المتسبب فى ذلك الفساد والذى يطيح بمبدأ تكافى الفرص وللأسف لم يتخذ مسئولي التعليم اي خطوه للحد من هذه التسريبات.
لكن يبقى سؤالا يبحث عن اجابة من المسئول عن تسريب الامتحانات وكيف تم اختراق المنظومة التعليمية
لابد من البحث عن المتسبب عن التسريب لانه لم يكن ذلك ذنب الطالب المجتهد المذاكر دروسه بشكل صحيح،
الأغرب أن من يقومون بتسريب الامتحانات يعلمون أنهم يأخذون حق آخرين في التفوق، ويسرقون أماكنهم في كليات القمة .
وافتراض أنه تم تأمين اللجان تماما ولم يستطع طالب واحد تهريب المحمول إلى داخل اللجنة، فهل أحد يضمن أن معلم واحد من عشرات الآلاف من المراقبين ليس لديه ضمير فيقوم هو بنفسه بتصوير الأسئلة وتسريبها ؟ هذه هي الكارثة الحقيقية، لأن المدرس الذي يقرر أن يرتكب هذه الجريمة وهو راض عما يفعل صعب أن تكافحه أو تمسك به أو تبطل مفعوله.
وعندما تظهر نتيجة الثانوية العامة، لا أحد يتحدث عن الغش او تسريب الامتحانات تجد وزارة التربية والتعليم تنفي أن هناك اي تسريبات وللأسف الدنيا سمك لبن تمر هندي ،بل تجد الجميع يهنئ المتفوقين والمتفوقات الذين استطاعوا استخدام الغش وتسريب الامتحانات في الصعود إلى القمة ظلما وبهتانا.
“لابدّ من تطوير كامل لمنظومة التعليم وليس تطوير المرحلة الثانويّة فقط”، لتصحيح مسار التعليم بكل مراحله
تطوير التعليم لا يبدأ بتطوير نظام الامتحان بل لابد أن يبدأ في تطوير المنظومة على رأسها تطوير المعلم ماديًا ومعنويًا أولًا، بالاضافة إلي توافر جودة في التعليم تجعل التي ستجعل الطالب يستغنى عن الدروس الخصوصية التي ترهق أولياء الأمور .
