كتب_د.فرج العادلي
بداية من هم العاملون عليها؟
هم الذين يوليهم الحاكم أو نائبه العمل على جمع مال الزكاة، وحفظها، وتوثيق كل ما يتعلق بها.
وقد تطور مفهوم العامل عليها فصار مختصًا بمن يقوم بجمعها هي وغيرها من أنواع الصدقات، واستثمار هذه الأموال، وجعلها تكبر، وتزداد، وتزدهر، وإنشاء المشروعات مثل بئر سيدنا عثمان بن عفان-رضي الله عنه- التي لا تزال موجودة حتى الآن في المملكة العربية السعودية، وصار لها حسابًا ضخمًا في أحد البنوك، بل تحولت إلى مؤسسة عملاقة تضرب بسهمٍ في كل بابٍ من أبواب الخير.
وكما قلت فيجب أن يكون القائم عليها معينًا من قِبل الدولة، أو منتخبًا في جمعية خيرية خاضعة للقانون.
هذا ويجب التفرقة بين الأول والثاني
فالأول: وهو المعين من قبل الدولة يكون له راتبًا شهريًا؛ لأنه متفرغ لهذا العمل ومختصا به.
أما الثاني: وهو المنتخب من بين أعضاء الجمعية فهو في الأصل متطوعًا، فليس له الأخذ مطلقًا من هذه الأموال، لأنه وقَّع على وثيقة أنه متطوعٌ بهذا العمل، والعقد شريعة المتعاقدين.
وكذلك فإنه لا يستثمر المال، ولا ينميه، بل ولا يذهب لجمعه من الأمصار،(أي البلدان) ولا المحافظات، وإنما يكتفي بتحصيله وهو جالسٌ على مكتبه في وقت فراغه بعد انتهاء عمله الخاص، فلا يدخل في العاملين عليها.
ونفس الأمر بالنسبة لإدارات المساجد
فلم يعيٓنه أحد، ولا يستثمر المال، ولا يذهب لجمعه وتحصيله، فلا يدخل في بند العالمين عليها
وكل مليم يأخذه بنية العاملين عليها فهو من قبيل سرقة المال العام، خاصة مال الفقراء والمساكين والمرضى والأيتام…
كذلك لا يجوز له صرف هذه الأموال على حسب ما يراه، أو على عكس ما أراد المتبرع إلا أن يفوضه فيها، بل يجب أن تُنفق هذه الأموال على حسب لائحة الجمعية، أو نية المتبرع.
أما من يدعي أنه متفرغ لهذا العمل ويجب أن يأخذ راتبًا عليه فيقال له اتركه لغيرك فكثير من الناس يحبون التطوع لله بمثل هذه الأعمال.