القاهرية
العالم بين يديك

.لا ترمي بسهامك عشقي

157

بقلم/ أنتصار عبد العظيم

أيها الحزن الراحل عبر القارات ليسكن في
لست بحاجة إليك ،فداخلي ما يكسو العالم ويفيض

ما بحثت عنك يوماً، ولكنك دوماً
تأتيني بكل مُوجع جديد

وما أشتقت لحظة إليك ،
لكن شوقك إليَّ دوماً يزيد

رجاءً،أمهلني فترة،دعني أحيا دون ألم
دعني ألملم شتات روحي،ونفسي أستعيد

لم أكن يوماً جُرحاً لأحد ،ولكن كل البشر
أغلبهم جارح ،قاس،حاد،شديد

وما حيلة القلب الرقيق بدنيا كلها بشر
ووحده الملاك الحاني الوحيد !

رفقاً بي أيها الحزن،فقد سكنتني عمراً
دعني أحلق بفضائي وأغزو الأوطان بقلبي،ربما يلين كل فظ عنيد

وإما تتركني أعتزل العالم كله
وأحيا لحالي ،وليس هذا بوعيد

إنما زهد بحياة لم تأتني إلا بالدموع زائرة
وقسوة بشر لا رفق معها يفيد

وكأني أيها الحزن خصمك بالحياة
تصب إليَّ جرعات الآهات تباعاً
بل وتسألني هل من مزيد !!

صرنا رفقاء عمر ،ودربنا واحد
ولم تَعِيني قط، فماذا مني تريد؟

أما حان الوقت لتهجرني؟ ،وتدعني
أستنشق عبير السعادة يوماً
وليس لعمر مديد

دعني أحياها مع من أحببت،
من ظهوره بحياتي عيد

ولا تخُط لي جُرحاً بهواه وخيبة أمل
فأنزف ألماً حينما يهجر الوريد

رجوتك بالله أن تهجرني لأسكن فيه
لا تبعدني عنه ،ودعني لأحياه أملاً جديد

لا تُميت قلبي ،ولا ترمي بسهامك عشقي
فتُلقي بي في أرض الهوى شهيد

قد يعجبك ايضا
تعليقات