القاهرية
العالم بين يديك

الجد الغاضب (حمادة) 

698

كتب _د.فرج العادلي 

 

لقيتُ رجلًا تجاوز عمرهُ السبعين عامًا

فتحدثت معه في أمرٍ ما، ثم عرفت أن اسمه «حمادة» ثم قال لي وهذا اسمي الحقيقي، وإني لاستحيي منه بعد أن صرتُ جدًا كبيرًا أشد الحياء، وتابع.. وسامح الله من سمانيه.

 

لذلك أقول لبعض الشباب والأمهات الذين يسمون أبناءهم بأسماء جميلة لكن لوقتها فقط، (أعني أنها جميلة له ما دام طفلًا صغيرًا) فإذا صار كهلًا لم يناسبه ذلك أبدًا،

 

وعندما يصير جدًا يستحيي منه أشد الحياء، ويستحي له الأحفاد بعد الأبناء.

 

فبعض الناس يسمي ولده تَيِّم ( يعني مُتيم بالعشق!!) وبعضهم يسمي ولده « يَزن» ظنا منه أنه اسم الفارس المغوار المشهور الذي أخرج الحبشة من أرض اليمن هناك،

 

والفارس: كان اسمه سيف ذي يزن، يعني سيف هذه الأرض، فيزن اسم لقطعة أرض كان يسكنها قوم سيف.. لكن لولعنا بالغرابة والتفرد سمينا ابننا باسم قطعة أرض.

 

وكثيرٌ من الأسماء مثل أسماء الممثلين كمهند مثلًا

وأسماء الممثلين في المسلسلات ليست أسماؤهم الحقيقية ، فالكاتب يختار له اسمًا يناسب سنه الذي تدور حوله الأحداث، كما كان مهند شابًا وسيمًا، فإذا تقدم في السن هذا الممثل نفسه اختاروا له اسمًا جديدًا يناسب دوره الجديد بسنه الكبير.. فهل سنملك نحن تغير أسمائنا في كل مرحلة من المراحل العمرية المختلفة؟! قطعًا لا.

 

فعليكم أن تختاروا من الأسماء ما يناسب الحال والمآل.. يناسب الصغير والزوج، والجد ثم يصير لقبًا للعائلة فيما بعد.

 

وقديمًا كان العرب يسمون أبناءَهم لأعدائِهم فيسمي ولده أسد، ويسميه سيف، ويسميه المقدام وهكذا…

وكانوا يسمون بناتهم لأنفسهم، فيسمونها صفية، وحليمة، ونعيمة، وعاتكة، ورقية، وخديجة… وكلها أسماء تدل على الجمال والصفاء والهدوء والحلم والدلال.

 

استفيقوا يرحمنا ويرحمكم الله.

قد يعجبك ايضا
تعليقات