فى العُزلة تجد شىءُُ من نفسك !
بقلم/ ياسمين أحمد
هناك حكمة تقول الوحدة هى فقر النفس ، أما العُزلة فهى ثراؤها ، فقبل أن نخلط بين الوحدة والعُزلة نجد أنهم وإن تشابها قليلاً فى التعريف إلا أن المعنى والمفهوم يختلف تماماً ، فالوحدة فى الغالب تتعلق بالمشاعر السلبية كلياً فهى عدم رغبة الشخص فى التفاعل مع الحياة و الأشخاص وناتجة عن أحداث سيئة أو الشعور بعدم الرضا عن النفس وأيضا نتيجة الشعور بالملل واليأس وتحقير الذات والآخرين وإذا لم يتم المساعدة فتؤدى إلى مرض الإكتئاب وكره النفس والآخرين ،، أما العُزلة فهى إنعزال الشخص فترات من الوقت يقل فيها تفاعله مع الناس بشكل عام ويكون شخص يمارس حياته الطبيعية يذهب لعمله ويفعل واجباته ويصل رحمه ، ولكنه يشعر برغبة في الإنعزال بعيداً عن ضغوطات الحياة والمشاركة في الحديث مع الآخرين ومخالطة البشر ، فالعُزلة يسعى لها الإنسان بنفسه وتكون بإرادته وهى أيضاً ناتجة عن المرور بأحداث ثقلت على عاتقه وأسباب وظروف صعبة تعرض لها الشخص والشعور بالتشتت والبعد عن الهدف ، أو نتيجة فقد أحد أحبابه أو عدم التوافق بينه وبين الآخرين فيرى أنه يسير في اتجاه والآخرين فى اتجاه آخر ، وأيضاً بعداً عن النفاق والمناسبات التى بها هدر للطاقة نتيجة التوافه والسلبيات وكل ما يعاكس التكوين الشخصى والنفسى من الداخل فيلجأ الشخص إلى العُزلة ، والحقيقة أن للعُزلة المزيد من الإيجابيات فى هذا الزمن فأحياناً تجبرنا عليها الظروف والأشخاص وتكون راحة للنفس والبعد عن مشتتات الحياة والمعافاة ، وهناك بعض الحكم عن العُزلة لبعض المشاهير منها :
– العُزلة أحسن سلاح للدفاع عن النفس.
-العُزلة هى أن تستمتع بأن تكون وحيداً وتشعر بالعودة إلى نفسك وشحنها .
-العُزلة شرف لأن تكون بعيداً بعض الوقت .
-أحياناً تنجو بنفسك فى العُزلة.
-فى العُزلة غنى، غنى عن الناس ، غنى عن الإختلاط بمن لا تحب ومالا تحب .
-العُزلة دليل النضج وتعريفك بأسرار نفسك ، والإبتعاد لا يعنى كرهاً أو تغييراً ، إنما استراحة لموازنة الحياة.
وكانت العُزلة هى حال العلماء والأنبياء وكل من تركوا بصمة خير وأثر طيب ، فكانوا يقطعون أوقاتاً ويقضونها مع كتاب الله ، ومع الكتب المفيدة والتعمق فى مجالات الحياة ،، وقيل أن المبدعون هم البارعون فى عُزلتهم فهى تساعد على التدبر فى شؤون الحياة والتفكر فى خلق الله وإعادة شحن للطاقة والروحانيات فهى تغيرك للأفضل وبمثابة محاولة للتعافى ومعاودة ترتيب النفس والأولويات والوقاية من الفتن فى هذا الزمن .
