القاهرية
العالم بين يديك

في لحظات السعادة الحقيقية لا ننشغل بهواتفنا الذكية بل ننشغل عنها.

101

خاطرة للكاتبة/ حليمة عبيدي من ولاية القصرين
متابعة /عبدالله القطاري من تونس
كلّ تلك الابتسامات التي نرسمها عند التقاط صورنا التي ننزلها على مواقع التّواصل الاجتماعي أو غيرها هي ضرب من ضروب التّصنع ليس إلاّ.
نحن لا نحتاج أن يرى الآخرون تلك اللّحظات التي نعيشها فسحرها يجعلنا منغمسين فيها.
و بذلك ننصرّف عن الآخر …ننصرًف إلى ذواتنا.
نحاول أحيانا إخفاء الجانب القاتم من حياتنا فنستعين ببعض البياض النّاصع .
ذلك البياض الكاذب يختلط بالسّواد فيصبح رماديات ملوّنة .
يتغلّب الأسود على الأبيض فيرسخ أثره .عندها ندرك أنّنا كمن يكنس قطعا ضخمة من الفولاذ بمكنسة من القشّ.
أصبحنا الآن نرغب في أشياء كنا نرغب عنها و نرغب عن أشياء كنّا نرغب فيها لأنّنا في بحث متواصل عن بقعة الضّوء التي نظنّ في كلّ مرة أنّها ستولد من رحم ظلمة عقيمة.
تلك الظّلمة تحاصرنا فتأسرنا.
وحده النّور يستطيع تحريرنا منها .
فمن يدفع الفدية؟
هواتفنا الذّكية تمكّننا من التقاط صور بألوان بهيّة .لكن تلك الألوان ليست إلاّ غلافا يخفي السًواد.
الألوان هي السّطح . أمّا الأسود فهو القيمة الضّوئية التي بامكاننا أن نعتبرها عمقا…
إذا تخلّصنا من القشرة فإنًنا حتما سندرك اللّب .
صورنا تلك لا تمثّل انعكاسا لنا بل هي انعكاس لما نريد ان نكون عليه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات